محلل سياسي لـ “الثورة”: عودة السوريين من لبنان تتطلب تعاون الدول العربية والأصدقاء والمنظمات الدولية
الثورة – دمشق – وعد ديب:
تتطلب عودة السوريين من لبنان على خلفية الحرب والعدوان الإسرائيلي تهيئة الظروف والبيئة التشريعية والقانونية، وكذلك التعاون من الدول المجاورة والصديقة والهيئات والدول الراعية ومنظمات الأمم المتحدة لخلق تعاون لإزالة كل العوائق..
هذا ما أكد عليه الباحث السياسي وعضو مجلس الشعب السابق الأستاذ نضال مهنا في حديثه لصحيفة الثورة، مشيراً إلى أن الدولة السورية أبوابها مفتوحة وترحب بعودة أبنائها الذين كانوا ضحية الإرهاب والحرب والرهانات الخاسرة.
تفتيت بنية
مهنا تحدث عما يجري على أرض الواقع عن أثر عودة السوريين من لبنان واحتضان الدولة لهم..قائلاً؛ “سورية على يقين تام أن الحرب عليها كانت تهدف إلى تفتيت بنيتها الاجتماعية والديمغرافية من خلال استهداف بعض أبناءها وتحويلهم من عنصر قوة للوطن إلى ضعف، ومن خلال أساليب عرفناها خلال الحرب ولم تعد خافية على أحد، وبالتالي سورية تقوم بدور أبوي وحاضنة لكل اللاجئين الذين لجؤوا إليها في سنوات سابقة من دول الجواركالعراق ولبنان وتعاملت معهم بمستوى إنساني راق ووفرت لهم كل أسباب الدعم، فكيف عندما يتعلق الأمر بأبنائها، وهم جزء من تاريخها وتكوينها الديمغرافي وعلى امتداد الجغرافية.
مسار وطني
ونوه بأن الدولة عملت منذ بداية الحرب وخلال مراحلها وفق رؤية ومسار وطني واضح لخلق مسار تشريعي وقانوني وإجراء المصالحات الوطنية وإصدار مراسيم العفو وتقديم التسهيلات في كل السفارات، ناهيك عن تقديم التسهيلات في مجال الخدمة العسكرية وترك مجال الدخول والعودة لمن بحقهم إجراءات معينة؛ وأصدرت وثائق شخصية لفاقديها، كما عملت على إعادة البنية المتضررة من خدمات الماء والكهرباء والصحة وغيرها، وأنشأت مرافق جديدة وأطلقت عملية إعادة الإعمار، وتلبية حاجات من شردتهم الحرب في الداخل وتهيئة ظروف استجابة للحاجات العاجلة من دون أن تغفل أهداف التنمية الشاملة والمستدامة..
متابعاً: كما عملت الدولة على عقد المؤتمرات الدولية والاجتماعات التي دعت إليهامنظمات الأمم المتحدة التي تهتم بالشأن الإنساني بهدف تخصيص موارد مالية تساهم في تذليل العقبات أمام عودة طوعيةلمن غادرالبلادتحت ضغط الإرهاب والحرب
واقع مركب
الباحث السياسي مهنا..أوضح أن لبنان يتعرض لحرب همجية من نفس الجهة التي أدارت وخططت للحرب على سورية وبالتالي- وبحسب مهنا/ خلق واقع مركب ومعقدمن اللجوء اللبناني باتجاه سورية يزيد تعقيداً، ويستهدف سورية ولبنان معا بحكم حقائق الجغرافيا والتاريخ والشعب الواحد..
ورأى الأستاذ مهنا_بأن الحل الحقيقي لعودة اللاجئين السوريين من لبنان ومن بقية دول العالم متوقف على ترجمة حقيقية لما يتم الإعلان عنه، و أن تسهم الجهود الدبلوماسية بكسر الجمود، وأن تثبت هذه الدول التي كانت جزء من مشروع الحرب التخلي عن التسيس والتضليل والتشويش واستخدام اللجوء كورقة سياسية وأن توقف الضغوط التي مورست سابقاً على المنظمات الدولية لمنع تقديم دعم مالي لعودتهم، وبالتالي رفع العقوبات القسرية الآحادية الجانب وتخلي الولايات المتحدة عن سرقة موارد الشعب السوري بشكلٍ مباشرأ وغير مباشر عبر المجموعات الإرهابية، وتوفير رغبة صادقة وحقيقية بالتكامل مع ماتم إنجازه من الدولة السورية، وتنفيذ المشاريع والدعم المناسب لتوفير العيش الكريم للعائدين السوريين وللشعب السوري بشكل عام .