الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
عندما يمتزج الالم بالإبداع، وقلوب مليئة بالغصات والآهات، نرى فناً راقياً، اجتمع مجموعة من الفنانين التشكيليين ،ليقيموا معرضاً بعنوان “نرسم فلسطين” في صالة الشعب في اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حمص بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينين بحضور جماهيري رائع.
أرئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين فرع سورية محمد الركوعي أشار إلى مشاركة ٢٢فناناً تشكيلياً أتوا من دمشق، ومشاركة فنانين من محافظة حمص، وقد بلغ عدد اللوحات المشاركة ٣٢لوحة.
وأضاف: غلبت رمزية القضية الفلسطينية على المشاركات، وقد رسم كل فنان من ذاكرته وحسب العمل الذي يرغب برسمه، وتنوعت المدارس والأساليب من الواقعية إلى السريالية والتكعيبية والذهنية، وقد شاركت بأربع لوحات محورها فلسطين ومدينة القدس تحت عنوان “الصعود إلى السماء” وصفت معاناة الشعب الفلسطيني، ورسمت القدس كما في مخيلتي وركٓبت الأماكن بأسلوبي، فالقدس مدينة السلام جسدتها تحتضن أبناءها، رسمت الحمام والكنيسة الروسية والقبب، وظهر الحب في أسفل اللوحة بوجه فتاتين، وفي لوحة أخرى كانت الأم تحتضن أبناءها الذين يطيرون في الهواء، وجسدت الرفض لما يجري من إطلاق للنار من خلال وجه إمراة تصرخ أوقفوا إطلاق النار، وقد رسمتها بألوان جميلة لإدانة المحتل.
واضاف مسؤول المعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين في سورية معتز العمري: سعادتنا كبيرة بإقامة المعرض في حمص، بعد الذي تعرضت له من إرهاب وقتل وتهجير للسكان، والمعرض تأكيد لعودة الحياة لهذه المدينة الجميلة، وقد شاركت بثلاث لوحات تناولت فيها المعاناه الفلسطينية ومعاناة الشعب السوري واللبناني، وماتعرضوا له من اعتداءات العدو الصهيوني الذي يسعى لاغتصاب الأرض وتهجير السكان، ونحن كفنانين مطالبين بالالتزام بقضيتنا الوطنية والقومية قضية فلسطين الإنسانية.
واضاف العمري: كان للمرأة حضور مميز، فهي أم الشهيد وأخته، وهي الشجرة, واللون الأحمر يعبر في لوحاتي عن دم الشهيد، حاولت استخدام اللون مع الشكل لاعطي مفهوم اللوحة، واصوغ مكونات الحياة ضمن العمل الفني, في النهاية ليظهر مشهد بصري مناسب للفن, وقد مزجت في لوحاتي بين التعبيرية والرمزية مع ميلي للسريالية بتكوين العمل، واللوحة من منظوري تشبه المسرح بحركة الشخصيات الدائمة في اللوحة، وقد استخدمت في أعمالي الاكريليك، واستخدمت تقنية الشاشة الحرير وتأثيرها، وأنا أحد تلاميذ مصطفى الحلاج، وقد عملت ميكس بين التصوير الرسم والغرافيك وطورتها، وادخلت معها تأثيرات الشاشة..
واختتم العمري: لأهمية هذه المعارض المشتركة وضرورة انتقالها بين المحافظات، ليراها جمهور جديد فهي تعطي للفنان حالة تفاعلية.
رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين- فرع حمص، اميل فرحة قال؛ المعرض تجربة هامة كتعاون لنا مع اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين، وأي تعاون يخلق نوع من المعرفة والتواصل، والمعرض رسالة للعالم للتعريف عما يجري في فلسطين، واجتماع لتشكيلين أحبوا أن يعبروا عن ألمهم، لما يجري في فلسطين، ونحن كاتحاد أبوابنا مفتوحة أمام أي تعاون أو رسالة.
وأضاف الفنان التشكيلي محمد طيب حمام: يعتبر المعرض اليوم هو الأول من نوعه في مدينة حمص تم بالتنسيق مع أخوتنا الفلسطينين، والهدف من المعرض نشر الثقافات وتوسيع الثقافات البصرية بيننا وبين أشقائنا التشكيليين الفلسطينيين، لأننا شعب واحد.
وقد ضم المعرض مستويات مختلفة فوق الجيدة، ونحن نشجع هكذا معارض ونأمل في المرات القادمة أن نتعاون مع أشقائنا اللبنانين والاردنين وغيرهم.
وعلى هامش المعرض التقينا مع الفنان التشكيلي عدنان محمد فقال: المعرض هام جدا لهذا العام، حيث تم انتخاب هيئة إدارية جديدة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين، والمعرض اول نشاط للهيئة الجديد ومؤشر جيد، ويعتبر المعرض من الناحية الفنية جيد وأغلب الأعمال مميزة وقد لفتني مشاركة الفنان محمد الركوعي، وأعمار المشاركين مختلفة كما المدارس فيوجد الواقعية والحديثة والتعبيرية والسريالية.