الملحق الثقافي- ياسمين درويش:
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، تطورت وتغيرت وسائل الإعلام التقليدية، فلم نعد كالسابق نعول على وسائل الإعلام التقليدية كالصحف الورقية والبرامج التلفزيونية لتكوين الوعي الثقافي والوطني، وقد أدرك القائمون على الشؤون الثقافية والإعلامية هذا الأمر فظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات رسمية تحمل اسم الصحيفة وتنقل جل محتوى الصحيفة على صفحتها، و كذلك الأمر بالنسبة للقنوات التلفزيونية التي تنقل بعض البرامج التلفزيونية على صفحاتها لتصبح في متناول الجميع. ولكن السؤال الأبرز كان هل استطاعت هذه الصحف والبرامج الهادفة منافسة المواقع الإلكترونية التي تبث دون حسيب أو رقيب؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن المتلقي ليس بالضرورة أن يكون راشدًا أو واعيًا أو مثقفًا، ومن هنا برزت ضرورة أن تظهر مواقع إلكترونية وصفحات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تشد المتابع إليها بمحتواها اللطيف، وتبث أفكارها الملتزمة بما يعزز فكرة الانتماء الوطني والوعي القومي.
فعلى سبيل المثال نستطيع أن نصور مقطع فيديو لجمال طبيعة وطننا أو لآثارنا ونرفقه بأغنية رقيقة لطيفة، وهكذا نكون قد عرفنا الجيل الجديد على كنوز وطنه الرائعة دون أن يكون الخطاب مباشرًا أو تقريريًا، ولأن الجيل الجديد هو الأساس في عملية التغيير، فأقترح أن يستفيد المعلم من حصص المطالعة ليقرأ على التلاميذ قصصًا وطنية هادفة ويناقشهم بعد انتهاء القراءة، فيحمس التلاميذ ويزيد ارتباطهم بوطنهم الغالي، وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأهل في المنزل فعليهم مراقبة ماذا يتابع أبناؤهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يتدخلوا بهم ويقوموا بنصحهم في متابعة بعض الصفحات الملتزمة بقضايا الأمة ليخلقوا منهم إنسانًا واعيًا مثقفًا، وهكذا نجد أن تجديد الخطاب الثقافي الإبداعي مسؤولية جماعية تقع على عاتق المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية وعلى الأهل في المنزل.
العدد 1212 – 5 – 11 -2024