من المحزن حقاً أن فتياناً لا يمتلكون أي خبرة في كرة القدم ولا حتى في الحياة، كلهم من مواليد 2000 فما فوق يتحكمون بأنديتنا، فيقيلون مدرباً ويشركون لاعباً في مباراة أو لا يشركونه، فكيف حدث ذلك؟.
الفيسبوك ببساطة هو الذي يفعل ذلك، وهو الذي يقيل المدربين ويقوم بتشكيل اللاعبين وحتى المدربين لأن الشغل الشاغل لرؤساء وإدارات الأندية، والأهم عندها هي صفحات “الفيسبوك” وما تكتبه، ومن الطرافة بمكان أن يقضي رئيس إدارة أحد الأندية جل وقته متابعاً، ليس المنشورات فقط بل كل التعليقات عليها.
حدث في الدوري السوري وعلى منصات أكثر من ناد أن يقوم رؤساء النوادي بالظهور ببث مباشر مع أصحاب صفحات غير موجودين في البلد أصلاً، وهم مجهولون رياضياً، بل مجهولون حتى على مستوى (التراس) المشجعين فيظهرون معه ويردون عليه ويعاقبون ويكافؤون فلاناً كيفما شاء!.
دعكم من هذا وانظروا كيف انقلبت إحدى الصفحات المحبة لأحد الأندية إلى جهاز رقابة داخلي وجهاز فضائح مع بعض، فالصفحة تعلم ما يجري بين أعضاء مجلس الإدارة وهم داخل اجتماعاتهم، ثم تنشر ما اتفقوا عليه مؤكدة أن النادي سيتعاقد مع اللاعب الفلاني وسيعاقب اللاعب الفلاني!.
الأطرف من كل هذا أن رئيس ناد صرف المليارات على إعداد فريق يحاول معه جلب البطولات والأمجاد يقوم بالرد على صاحب إحدى الصفحات والذي تبين فيما بعد أنه فتى يبلغ عمره ١٧ عاماً، لا يلعب حتى ضمن فريق مدرسته!.
كل هذا وما سيأتي من تطورات الحالة غير الصحية مطلقاً، بل والخطيرة سببه أن جمهورنا عاطفي وانفعالي ومزاجي وأحادي الرأي ومتعنت وغير مثقف كروياً ومغرور واستعراضي، ومن يقول إننا لا يجب أن نلصق كل هذه الصفات بالجمهور فليتابع حركته الفسيبوكية وسيرى بالدليل القاطع أن فتية لا يلعبون ضمن فرق مدارسهم، ومحللين لا يعرفون عدد الأندية في الدوري هم الذين يفرضون إيقاعهم على القرار الداخلي فيقيلون ويعينون، ويكافئون ويعاقبون!.