الملحق الثقافي- هالا خليل:
بإهدائها لي مجموعتها القصصية كتبت: «كان لنا حلمٌ تحقق»، سأحكي قصة هذا الإهداء:
في إحدى الأيام منذ أكثـر من خمس سنوات مضت كان بيني وبين «لودميلا ندّة» محادثة، كنتُ في ذلك الوقت قد تقدمتُ بطلب التـرخيص لدار النشر «بحر»، وكانت لودميلا في بداية مشوار الترجمة تخط أولى خطواتها، فقالت لي: ما أجمل أن تحصلي على التـرخيص وأن أكون أوَّلَ الناشرين لديك، وانتهت المحادثة على هذا الأمل الجميل، تم التـرخيص في 2020 وتحقق حلمي، وكنتُ دائماً أتمنى أن يكتمل النصف الآخرَ منه، نشرتْ لودميلا ترجمتَها الأولى، وكانت للأطفال الصادرة عن اتحاد الكُتاب، وعندما اكتملت مجموعتَها القصصية التي عنونتها «ساحة الدار» جاء اتصالها لتقول لي اكتملت المجموعة وسيتحقق حلمنَا.
لم تكن فرحتي أن تقلَّ عن فرحةِ لودميلا ندّة بمجموعتها، فليست العلاقة بيننا علاقة ناشرةٍ بمتـرجمةٍ فهي صديقة وابنة الصديقة هدى وسوف ولطالما اعتبرتهما أصدقاء روح.
جرت العادة عندما يختارُ المتـرجمُ عملاً ليقوم بترجمته، فتكون اختياراتُهُ مبنيةً على اسم الكاتبِ المشهورِ أو الموضوعِ الرائج أو المهم أو بتكليف من دار النشر، أما مُترجمةُ عملَ اليوم «لودميلا ندّة» فقد كانت خَيارَاتها بعيدةً عن التصنيفات السابقة، اختارت عشر قصصٍ قصيرة شكلت مجموعتها، وفي كل قصةٍ نجد شيئاً من روحِ «لودميلا»، فاختارت قصصاً تحمل بين سطورها مشاعر الطيبة والوجدان، والعاطفة صفات لامست شغافَ قلبها، ليس لشيء، بل لما تحمل مترجمتَنا من تلك الصفات، فقادها إلى ترجمتها دون تخطيط مسبق، لتكون من بواكير ترجماتها.
سَمّتْ مجموعتَها «ساحةُ الدارِ»، فقد كان لوقعِ العلاقاتِ الإنسانيةِ فيها، والانسجام الذي عاشته إحدى نساء القصة في تلك الساحةِ أثرُها النفسي في ثنايا حسِّها الروحي، سقط في قلبِ المترجمة، مما دفعها لتسميةِ المجموعةِ باسمها، ولتفتتح بها مجموعتها.
فخرٌ للدارِ «لودميلا» أن في البدايات كنا معاً، لِمَ نراه ما تحمله ترجمتَكِ، فقد تاهت التسميات لدينا في تقديمك على أنكِ المترجمةُ الأديبة أم الأديبةُ المترجمة، فقد أضافت ترجمتكِ للنصوص الأصلية روحاً أدبية خيمت كغيمةٍ بيضاءَ على كُتَّابها رغم تعدد جنسياتهم وصياغاتهم.
آمل أن نكمل الطريقَ معاً في أعمالٍ أخرى، فالأيام ستقول كلمتَها أنكِ مترجمةً من الصف الأول في الأدب.
شكراً لودميلا ندّة.
العدد 1214 – 19 – 11 -2024