الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
قال الكرملين إن إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها تريد تصعيد الصراع في أوكرانيا من خلال السماح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى لشن ضربات داخل روسيا.
ولم يعلن البيت الأبيض رسمياً عن القرار، الذي أُعلن عنه لأول مرة يوم الأحد الماضي، بالسماح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات بأسلحة أمريكية الصنع في عمق الأراضي الروسية ذات السيادة، لكن متحدثاً باسم الحكومة الألمانية قال يوم الإثنين إن برلين أُبلغت بالقرار.
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين للصحفيين “من الواضح أن الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن تنوي اتخاذ خطوات لمواصلة صب الزيت على النار وتأجيج التوترات حول هذا الصراع. هذا القرار متهور وخطير ويهدف إلى تغيير نوعي وزيادة نوعية في مستوى مشاركة الولايات المتحدة”.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يضغط منذ فترة طويلة للحصول على إذن من واشنطن لاستخدام نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الذي يبلغ مداه 190 ميلاً، والمعروف باسمه الأول Atacms، لضرب أهداف داخل روسيا .
وقال بيسكوف إن الرئيس بوتين عبر عن موقفه بوضوح في أيلول الماضي عندما حذر من أن السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا يعني أن حلف شمال الأطلسي سيكون “في حالة حرب” مباشرة مع موسكو.
وكان بوتين قد قال إن موسكو “ستتخذ القرارات المناسبة بناء على التهديدات التي ستواجهها”.
واقترح في وقت سابق أن موسكو قد تزود دول أخرى بأسلحة بعيدة المدى بهدف مهاجمة أهداف غربية .
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي في سان بطرسبرغ في حزيران الماضي: “إذا كان أحد يعتقد أنه من الممكن توريد مثل هذه الأسلحة إلى منطقة حرب لمهاجمة أراضينا وخلق مشاكل لنا، فلماذا لا يكون لدينا الحق في توريد أسلحتنا؟”.
وقال ليونيد سلوتسكي، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي القومي في روسيا، إن واشنطن تشارك الآن بشكل مباشر في الصراع العسكري في أوكرانيا.
وأضاف: “هذا من شأنه أن يستلزم حتماً رداً قاسياً من روسيا، استناداً إلى التهديدات التي ستواجه بلادنا”.
وقد أشاد عدد من المسؤولين الغربيين بقرار الولايات المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى.
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين: “يجب أن تكون أوكرانيا قادرة على استخدام الأسلحة التي نقدمها ليس فقط لوقف السهم ولكن أيضاً لتكون قادرة على ضرب الرماة”.
ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قرار بايدن بأنه “مهم” و”ضروري”.
وقالت في بروكسل: “إن القرار من الجانب الأميركي، وأود أن أؤكد أن هذا ليس إعادة تفكير بل تكثيف لما تم تقديمه بالفعل من قبل شركاء آخرين، مهم للغاية في هذه اللحظة”.
وكان قرار المستشار أولاف شولتز بمنع تزويد كييف بأقوى صواريخها نقطة خلاف كبيرة في ألمانيا. وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي دوري في برلين إن “قرار المستشار لم يتغير”.
وفي الأسبوع الماضي، أجرى شولتز محادثة هاتفية مع الرئيس بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، في خطوة أثارت انتقادات كييف.
ورفضت المملكة المتحدة، الاثنين، الإفصاح عما إذا كان دعمها المستمر لأوكرانيا سيتضمن السماح بإطلاق صواريخ ستورم شادو التي تزودها المملكة المتحدة على أهداف في روسيا.
وفي الوقت نفسه، قالت فرنسا إنها لا تزال تدرس السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ سكالب بعيدة المدى داخل روسيا.
وقال جان نويل بارو، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي: “لقد قلنا صراحة إن هذا خيار سننظر فيه إذا كان سيسمح بضرب هدف تهاجم منه روسيا حالياً الأراضي الأوكرانية”.
ولكن كانت هناك أيضاً انتقادات في أوروبا من المجر، فقد كتب وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو على فيسبوك: “لقد شن التيار الرئيسي المؤيد للحرب هجومه اليائس الأخير على الواقع الجديد”، في إشارة إلى الفوز الأخير الذي حققه دونالد ترامب.
وأضاف زيجارتو أن “السياسيين المتشددين الذين أطيح بهم من السلطة يرفضون الأخذ بعين الاعتبار إرادة الشعب، وهذا ليس غير ديمقراطي فحسب، بل إنه خطير للغاية”.
وأعرب بعض المسؤولين الروس صراحة عن أملهم في أن تلغي إدارة ترامب القادمة هذا القرار بعد توليها السلطة في أواخر كانون الثاني.
وقالت النائبة الروسية ماريا بوتينا: “هؤلاء الرجال، إدارة بايدن، يحاولون تصعيد الموقف إلى أقصى حد بينما لا يزالون يتمتعون بالسلطة وما زالوا في مناصبهم. لدي أمل كبير في أن يتغلب ترامب على هذا القرار إذا تم اتخاذه لأنهم يخاطرون بشدة ببدء الحرب العالمية الثالثة، وهو ما لا يصب في مصلحة أحد”.
المصدر- الغارديان