الثورة – رنا بدري سلوم:
استغرب كثيراً عندما يضمّني الأصدقاء إلى مجموعاتهم الأدبيّة والاجتماعية والتي تجمع الكثير من أصحاب الاختصاص بالشعر والأدب والمجتمع والصحافة، وخاصة من الأصدقاء المقرّبين، استغرب التجاهل واللامبالاة لدى الكثير من المتواجدين، وخاصة في عدم تفاعلهم مع مجموعاتهم التي تستحوذ اهتمام الجميع في الحصول على مصدر المعلومة، في وقت يكون، “خيرنا لبرا” كما يقال بالعاميّة.
منذ أيام علّق أحد الأصدقاء من الأدباء الجهابذة أنه “مهتم” في مسابقة أدبيّة دوليّة ولم ينظر إلى التاريخ منتهي الصلاحيّة لهذه الدعوة، التي جلّ هدفها- وعلى ذمّة الراويين ومتابعي الشأن الثقافي، أنها فقط استعراضات أدبيّة تقام للبروظة وجمع الإعجابات واللايكات التي لا تمت بكفاءة المضمون الأدبي بصلة، بل هدفها الانتشار وحسب، اهتمامه على العلن جميل، ولكن لماذا الجحد في وضع إشارة تفاعل تضمّه مع باقة محليّة من زملائه المقرّبين كأسرة حقيقية- إن توفاه الله بعد عمر طويل يحضرون جنازته؟!. هذا التجاهل ليس في مجموعات أدبية وحسب بل حتى اجتماعية وتعليمية أيضاً.
ألا تعتقدون أن هذه المجموعات المغلقة أصبحت حملاً ثقيلاً على البعض الكثير منّا، وخاصة حين نشعر بأننا أمّعة لا يمكننا التعليق ولا الحوار ولا التساؤل، فقط نقرأ ما يُرسل لنا ونضع ما تبوحه بصماتنا بصمت؟ ألا يجب أن نمتلك الشجاعة في عرض آرائنا على المجموعات المفتوحة لكي لا نبقى في موقفٍ رمادي، أو على الهامش، لا يؤمن بأن صوته مسموع؟ ألا يجب أن تتفعّل تلك المجموعات لنتشارك كل منّا برأيه بلا خجل أو ملل في قضايا ثقافية إنسانية اجتماعية تهمنا.. بهكذا تقوم بدورها فعلاً ؟
لا يكفي إرسال التحيّات الصباحيّة والمسائيّة والورود الملوّنة والبطاقات الجاهزة؟ لماذا لا نكسر الجليد بيننا ونبوح بما نؤمن به كي يبقى صوتنا الداخليّ مسموعاً، ولا نكتفي ببوح البصمات يرافقها صمت عارم، وأفق مغلق الأبواب، نلعنه كلما دعت الحاجة، ونلعن عالمنا الرقميّ الذي بتنا فيه بصمات صامتة.