أوهام نتنياهو

منهل إبراهيم:

تعيش المنطقة مخاضاً عسيراً وخطيراً، لكن المولود المشوه الذي أراده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وداعموه في الغرب لن يكتب له الولادة في شرقنا، لا ريب أن المولود سيكون شرقاً سليماً من العلل والعاهات، فالدماء التي روته كالأنهار لا بد وأن تشرق وتزهر أمناً وسلاماً، لا رضوخاً واستسلاماً.

نتنياهو يعيش اليوم نشوة أوهامه وإجرامه، وهو يراقب سلاح الجو الصهيوني يوجه الضربات على المنازل والمدنيين في لبنان وغزة، وكذلك ضرب وقصف اليمن وسورية متوهماً أنه سيعيد الاعتبار لمفاهيم الهيمنة والسيطرة الإقليمية الإسرائيلية، ودأب مع من يشبهونه في الكيان على الحديث عن إعادة ترتيب المنطقة وإحداث تغيير استراتيجي بعيد المدى، في شرق أوسط جديد زعم أنه سيتمكن من صناعته.

الداخل الإسرائيلي يغلي، واستعادة أسرى الاحتلال من يد المقاومة همهم الأول، لكن نتنياهو لا يأبه لذلك ويستمر في حربه على غزة، علَّه يحقق مزيداً من النصر بقتل المدنيين وهدم المزيد من المنازل فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ.

رئيس حكومة الاحتلال ليس فقط يدور في حلقة الفشل المغلقة، بل ويدور أيضاً في حلقة الكذب، فهو زعم القضاء على قدرات المقاومة، لكن الواقع يعكس تكذيباً له ولأقواله، فالعجز عن تحقيق أهداف الحرب واستمرار احتفاظ المقاومة بالأسرى واصطياد جنود الاحتلال، خلق حالة انعدام ثقة في المجتمع الإسرائيلي، بالقيادة السياسية وبجيش الاحتلال.

وما حصل ويحصل مؤخراً رسخ العقيدة داخل المجتمع الإسرائيلي بعجز جيشهم عن حماية المستوطنين، وطوفان السابع من أكتوبر يعتبره الجمهور الإسرائيلي نذير شؤم للمستقبل القاتم رغم كل ما يقوم به جيش الاحتلال من تدمير ممنهج لقطاع غزة، وكذلك تدمير قرى في جنوب لبنان، والقصف الجنوني على المناطق الآهلة بالسكان.

حرب الجوع والأمراض التي ينشرها الاحتلال في شوارع غزة، لا بد أنها امتهان للكرامة الإنسانية وكل شرائع وقواعد القانون الدولي والإنساني، ولا بد أنها سترتد على أصحابها، وليس مبالغة بالقول إن نشوة نتنياهو بكل ذلك مؤقتة وحلمه التوسعي وشرق أوسطه الجديد حرقته صواريخ المقاومة، والنيران من مسافة صفر، وإذا كانت حرب لبنان الأولى بدأت بوهم القدرة على تغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة وفق رؤية رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل شارون، فإن الحرب الحالية أعجز عن تغيير الوضع الاستراتيجي وفق رؤية نتنياهو.

آخر الأخبار
جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز انطلاقة جديدة لقطاع الطاقة.. شراكات عالمية قد تفتح الباب لزيادة قياسية في الإنتاج محطة ترحيل النفايات في بانياس تعمل بكامل طاقتها افتتاح 13 مدرسة مؤهلة في ريف إدلب.. خطوة لعودة الحياة التعليمية إلى مسارها زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن تغيّر المعادلة.. إسرائيل خارج ملف السويداء "حلب أم الجميع": الجالية السورية في تركيا تتعرف على مشاريع إعادة الإعمار ارتفاع الأسعار بلا رقابة.. الحكومة تتحرك لتصحيح المسار قوة الاقتصاد تبدأ من المنزل.. المشاريع الأسرية محرك جديد للتنمية انضمام سوريا للتحالف الدولي.. فرض معادلة جديدة ونهاية لذرائع "قسد" في ألمانيا.. محاكمة خمسة متهمين من سوريا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وزارة الداخلية السورية ترفع قيود السفر عن أكثر من 150 ألف شخص