لم تختلف الصورة عن دور الإعلام وأهميته في تحديد توجهات الرأي العام وقيادته في اتجاه محدد، ولم يختلف المتابعون فيما بينهم عن تقدير دور الإعلام في المعارك السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وحتى الفكرية منها، ولطالما كان الإعلام حاضراً ومشاركاً كفصيل مقاتل أو كصانع رأي وحدث في ٱن واحد، وعلى الرغم أن جميع الجهات المسؤولة في جميع الحكومات إلا أن الغريب والمريب في آن واحد هو تخلي حكومات ومسؤولين عن تقديم الدعم والتمويل والرعاية اللازمة للإعلام وذلك من خلال تذليل العقبات وتمكين الصحفيين من القيام بواجباتهم من خلال إيجاد التشريعات الداعمة مقابل تخريج دفعات من الصحفيين أصحاب الكفاءات العالية كونهم وحدهم بتلك المواصفات من سيقومون بمهمة الإعلام ضمن مفهوم وطني صادق، أساسه الانتماء الصادق وأسلوبه المصداقية والمصارحة في واقع شفاف لا يعكر صفاءه تداخلات لذوي الغايات الخاصة، الأمر الذي يعني تكامل العناصر العلمية والمعرفية والإمكانيات والقدرات الشخصية مع العناصرالمادية والمعنوية التي تضمن للعاملين في ميدان الإعلام حياة كريمة تجنبهم البحث في الاحتياجات اليومية وما تعكس من ضعف في الأداء وتشتت في قدرات أولئك العاملين.
واليوم تظهر حاجتنا لدعم الإعلام كحاجة كبيرة تماثل احتياجاتنا للمأكل والمشرب وربما هواء التنفس، فما تظهره وسائل الإعلام العالمية كل يوم يقدم الدليل والدافع لمجاراة تلك الوسائل والطموح لتجاوز نجاحاتها، وذلك من خلال استحضار تجاربها المعروفة وتطبيق سياسات إعلامية وطنية يحملها صحفيون مؤمنون بها و مستعدون للعمل المضني في سبيل تحقيقها باعتبارهم أهلها وأصحاب المصلحة في إنجاحها، وذلك ليس مجرد أمنيات صعبة، بل ٱمال ممكنة التحقق في ظل وجود إرادة صادقة وعزيمة قوية.
التالي