عبر التاريخ وسورية تتعرض لأزمات ومؤامرات وطعنات كبيرة لإنهاك الجسد السوري الذي يرفض الخنوع، وجميعهم طواهم الزمن بعد أن تراجعوا خانعين مذلولين إلى زوايا التاريخ المنسية.
سورية الوطن والأم التي احتضنت وأطعمت وأشربت كل من دخلها، أكثر من ثلاث عشرة سنة، وهي تتعرض لعدوان ظالم أراد طمس هويتها وتدمير بيوتها ومؤسساتها وقتل شعبها، وها هي اليوم تتعرض مجدداً لمجموعات من المنافقين والمرتزقة الذين أتوا من كل أصقاع الأرض إليها ليقتلوا ويدمروا ويعيثوا فيها فساداً وجهلاً وخراباً… لكن هيهات، فالسوريون لم يرهبهم يوماً تهديد، ولم يقبلوا يوماً بأقل مما يجب أن يكون لهم، لا بل في كل مرة ينهضون ليكونوا أقوى، وأكثر تماسكاً ومقدرة على الانطلاق بخطا واثقة نحو المستقبل.
هنا على هذه الأرض المقدسة أحداث وقصص تروي صمود هذا الشعب العظيم وإرادته وانتماءه لوطنه، نرى جنود الله على الأرض رجال الجيش العربي السوري يقفون بحزم وإرادة لاتعرف المستحيل، يحرسون أهلنا وأطفالنا وأيامنا، قناعتهم وعزيمتهم لم تغيرها أعداد المسلحين ومعداتهم وتجيشهم الإعلامي وتحريضهم، فهم المؤمنون بأننا أصحاب الحق والأرض وأننا المنتصرون لا محال.
وطني.. هنا منبع التاريخ، لن يمروا .. إنهم عابرون، مرتزقة، ونحن الباقون الصامدون، السوريون اليوم يسجلون موقفاً جديداً يضاف إلى مواقفهم السابقة بالثبات والصمود، لن تكسرهم عصابات الإرهاب، بل سيعيدون صياغة المعادلة على خطوات جيشنا الباسل الذي يحمي الأرض والعرض، وسيكتبون وجهاً آخر للحياة رغم الغدر والظلم والعدوان.
وطني الرمح الذي لا ينثني، الوعد الصادق والعهد والأمل.. ستبقى شامخاً، قوياً، ويداً بيد وجنباً إلى جنب سنعيد الأمن والأمان والاستقرار وسنعيد ما هدمته النفوس المهزومة والعقول الحاقدة.
أرضنا التي فاضت على البشرية بالعلم والثقافة، والحب والسلام لن تكون للوحوش والمنافقين والمرتزقة, بل هي عنوان المجد والعنفوان والعزة والكرامة، ويقين التاريخ والوجود وإنّ غداً لناظره قريب.