دمشق – تحقيق وفاء فرج:
عشرات الخريجين سنوياً وبأيديهم مشاريع تخرجهم من المعاهد التقانية التابعة لوزارة الصناعة، والتي أثمرت عن نواة لمشروع صغير ومتناهي الصغر، إلا أن أصحاب هذه المشاريع يحتاجون لمن يأخذ بيدهم ويدعمهم لتنضم هذه المشروعات إلى سلسلة المشاريع التي تشكل عصب الاقتصاد.
فما هي معوقاتهم والتحديات والمقترحات، وأين هيئة تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية، وما هي حاجة هذه المعاهد لتكون بيئة حقيقية لتخريج المزيد من الطلاب الفاعلين؟.. حول هذا الأمر استطلعت “الثورة” آراء المعنيين.
تحتاج الدعم
وأوضح مديرو المعاهد التقانية النسيجية والكيميائية والتطبيقية التابعة لوزارة الصناعة المهندسين خالد الشلدة، وديما شميس، وردينة الحنون، أن لدى هذه المعاهد نماذج حقيقية لمشاريع تخرج بعد إنجازها ومناقشتها أن يستكمل الطالب العمل بها والبعض الآخر ينتظر التمويل والدعم، لتكون نواة لمشاريع متناهية الصغر أو حرفة.
وبينوا أن هناك مشاريع تخرج متعددة تشمل جهاز /هوفان) المطور وهو عبارة عن توليد الكهرباء باستخدام الماء، وكذلك (الملزمة الهيدروليكية) والتي تساعد على تقليل مساحة الإشغال للآلة المستخدمة وتجمع أكثر من جهاز بجاهز واحد، إضافة إلى مشروع الطباعة العطرية باستخدام الشاشات الحريرية المسطحة، وحالياً قيد التجهيز لمطبعة، بالإضافة إلى مشروع المطب الصناعي (توليد الكهرباء عن طريق حركة السيارات فوق المطب وإن المشروع يخدم شارع ذهاب وإياب، كذلك إلى مشروع الحجر والرخام الصناعي لأغراض الزينة، وغيرها من المشاريع التي تحتاج لمد يد العون لها، ولاسيما من قبل الجهات التي تركز على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وأشاروا في حديثهم لصحيفة الثورة، إلى أن هؤلاء الطلاب منهم من استمر بمشروعه في حال لديه إمكانيات مادية، والبعض الآخر ينتظر إما من يريد أن يحقق حلمه أو من يربطه بسوق العمل.
تحديات ومقترحات
وبالنسبة إلى ما تعانيه هذه المعاهد ومتطلباتها، أكدوا أنهم بحاجة إلى تطوير المنهاج وتدريب صيفي وعملي ضمن الشركات في القطاع الخاص، وإلى دورات للعاملين في مجال اللغات وعلى الحاسوب وإدارية تخصصية وبرامج محاسبة ودورات في قانون العقود والتطوير الإداري.
موافقة “التعليم العالي”
أما بالنسبة للطلاب, أكد كل المديرين الذين التقيناهم أن الدورات في القطاع الخاص تساعد على ربط الطالب بسوق العمل وخلق فرص عمل حقيقية، ورفد سوق العمل بخبرات عملية ونظرية وبالتالي نحتاج إلى تعاون من قبل غرف الصناعة، علماً أن هذه المعاهد تقدم كافة الخبرات العلمية والعملية للطالب، وما نحتاجه موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إحداث مراكز إنتاج ضمن المعاهد، وضمن الدورات والمنتجات التي يمكن القيام بها.
وأشاروا إلى أن ما تعاني منه هذه المعاهد نقص الكادر التدريسي والإداري والتجهيزات والمخابر والورش، وتتم الاستعانة حالياً بورش ومخابر مجمع مراكز التدريب المهني لتدريب الطلاب فيها، مشيرين إلى ضعف العائد المادي للمدرسين المكلفين من خارج الملاك وتحرير سقف التعويضات للمدرسين من داخل وخارج الملاك، إضافة إلى النقص في وسائط نقل الموظفين.
تجارب ناجحة
ومن جهتها إحدى الخريجات الجدد- إيلاف تايه- لديها مشروع مستحضرات التجميل تقوم فكرته على استبدال المواد الصناعية بمواد طبيعية بهدف المحافظة على صحة الإنسان وصديق للبيئة، مبينة أن البداية كانت في صناعة التجميل التي تعتمد على المواد الطبيعية كالزيوت وشمع العسل والأصبغة الطبيعية كالورد وهي حالياً بعد التخرج تقوم بالعمل بالشراكة مع زميلتها في صناعة مستحضرات التجميل ولديها مبيعات أثبتت جودتها في السوق، وتقوم حالياً بتطوير منتجاتها بتصنيع منتجات جديدة وإدخالها إلى السوق مشيرة إلى أن هناك الكثير من مشاريع التخرج التي تنتظر من يأخذ بيدها في ظل نقص الإمكانيات المادية لهؤلاء الخريجين.
د.إدلبي: نعمل على إيجاد بيئة داعمة
وحول دور الهيئة في دعم مشاريع التخرج لطلاب معاهد التقانة التابعة لوزارة الصناعة، وعدم وجود ربط ما بين الهيئة وهذه المعاهد التقانية لدعم المتخرجين أوضحت مدير هيئة تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر الدكتورة ثريا إدلبي أن الهيئة تعمل لبناء علاقات تعاون مع كافة الجهات مزودة الخدمات لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، سواء أكانت مشروعات قائمة أم جديدة، ومن هذا المنطلق تقوم بإبرام اتفاقات تعاون خاصة مع الجهات ذات الصلة، وبشكل يدعم جميع الفئات وفق ما هو مستهدف، وبما يخدم تحقيق متطلباتها، تشجيعاً لتأسيس المشروعات أو التوسع بها.