في الدوريات المحترفة سواء العالمية منها أم العربية نرى تعاملاً محترفاً أيضاً مع الإعلام والصحافة، عقب كل مباراة هناك تصريحات صحفية للاعبين والمدربين تقوم بإيصال رسائل مهمة إلى الجمهور، وتكمن الأهمية ـ عدا التواصل المباشر بين اللاعب والجمهور ـ في فهم ما حدث ويحدث عندما يكون اللاعب مدرباً على نوعية التواصل هذه.
لاعبونا ليسوا مدربين إطلاقاً على هذا النوع من التواصل، وليس هذا فحسب، بل إننا نفتقد حتى إلى التصريحات على وسائل التواصل الشخصية ما يدل على حالة خوف من الجمهور أو نأي بالنفس عن تعليقاته وردود أفعاله على التصريحات.
ولكم أن تتخيلوا الفارق الكبير بين تصريحات قد تكون معدة سلفاً وليست من إنتاج اللاعب نفسه وبين مواجهة صحافة حقيقية محترفة قادرة على طرح الأسئلة المهمة وتسليط الضوء على النقاط التي يحتاجها الجمهور.
ربما لا نلوم اللاعب لأن ثقافة مواجهة الإعلام والتحدث في فوز وخسارة ليست موجودة أصلاً لدينا عدا السبب الرئيسي لخوف اللاعب وهو الطبيعة التراشقية لجمهورنا وتفكيره على أساس كلها تفهم في الكرة أكثر من اللاعب والمدرب والحكم.
باتت وسائل الإعلام اليوم شريكاً في بناء الثقة والشفافية بين الأندية وجماهيرها ولا نزال نحن نتصورهم غير ذلك لأننا نزداد ابتعاداً عن الصحافة الحقيقية وانغماساً في عوالم الفيسبوك التي يتراشق عبرها كل من حدب وصوب على أساس أنه الخبير الكروي الاستراتيجي، وإذا لم نبدأ منذ الآن بجعل العلاقة حيادية بين اللاعب والإعلام الحقيقي وتدريب اللاعب على هذا الأمر فلن نبدأ أبداً.