الثورة – ديب علي حسن:
عشرة آلاف عام من الحضارة والثقافة والقدرة على التجدد والإبداع، هي بعض من تاريخ قلب هذا العالم.. (سورية) التي ظلمناها -نحن السوريين- قبل غيرنا عندما أهملنا عن قصد أو جهل أو … أهملنا العمل اليومي الذي يجب أن يكون في نشر تاريخها الإنساني والحضاري.
ربما فعلنا ذلك لأننا كنا نظن أن ثمة من يقدر ويعرف.. يعرف هذا نعم.
لكنه لا يقدر، بل يوغل في حقده الدفين ومحطات التاريخ شاهد على ذلك.
غزوات الإرهاب التي نتعرض لها بأشكال وألوان، اليوم مدعومة من الغرب القبيح ليست جديدة أبداً.
هي استمرار لموجات التتر والمغول والفرنجة ومن بعدها الاحتلال العثماني القاهر، ومن ثم الاستعمار الأوروبي مروراً بغرس الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي.
من الشمال كان الروم وكان سيف الدولة يصدهم ومن الشمال جاء الفرنجة ودحروا…
ومن الشمال الآن جحافل التتر تكمل الغزو الانكشاري- إن استطاعت- ولن تستطيع.
حلب درة تاج العالم، وحماة مدينة الخصب الفكري والزراعي والإنساني، مدن سورية التي تنهض من تحت الرماد.
في حلب كان هنانو وكانت بطولاته من جبل الزاوية إلى اللقاء مع صالح العلي التي رفدته مدينة حماة بالقوة.
إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وكل شبر من سورية.
قلعة حلب لم تهزها محن وزوابع عابرة ونواعير حماة ستبقى جذلى ترتفع بماء الحياة تنهل من العاصي وتروي أرضنا ليزهر اللوز والمشمش..
يا أبناء سورية:
يا أبناء الشمس كل عام يزهر اللوز والزيتون ويورق الكرم ويشمخ السنديان.. نحن ملح وعدالة هذا العالم.. نحن القلب الذي لايتعب جرحنا كبير كبير، ولكننا قادرون على تضميده.. لنكن الآن يداً بيد وساعداً بساعد.
الكل مستهدف سورية ماضياً وحاضراً وغداً.. نعم تظهر الحرب أبشع ما في الإنساني لكنها تصقل المعادن ونحن من معدن الوفاء والإنسانية ولن نكون غير ذلك..
إنها محنة قد تطول قليلاً لكنني كما قال بدوي الجبل: إني لألمح خلف الغيم طوفانا…
طوفان إرادة الحق ومعدن الصلابة والرجال.. سلام لكم ومنكم حماة الديار…
سلام لكل سوري ظل واقفاً كالطود ولم يغمس يديه بذل الاستغلال وكان في محراب مقولة (النصر او الشهادة).
