الثورة – هفاف ميهوب:
من شرايين الأرض انبثقتْ لتحيا وهي حيّة، في الحبّ الذي شكّلها بنبضِ أمومته الـ “سورية”..
رشرشت وردها على محبّيها، ففاح المدى عطراً دلّ عليها.. على أنّها الحياة فينا نموتُ ولا تموت، والسرُّ أبديّتها التي لا تغربُ عن مدنها والبيوت، تروي حكاياها المدهشة والشيّقة، فكلّ الليالي لها، وشهرزادها “دمشق” الفاتنة والمتأنّقة.
حضارةٌ تقتفي حضارة، لا انهزام فيها ولا خسارة، إلا لمن لم يلحظ انهمار دمعها، لحظة خصامه لها أو استدعائه لحزنها.. لحظة التسلّلِ بعيداً عن عينيها، والإشاحة قصداً عن الأحلام التي تعنيها، عن انتصاراتها المرفوعة بإرادة شعبها، وأبجديّتها المتفرّدة بقدرتها على ضمّ هذا الشعب لقلبها.
ضمّه بكلّ أطيافه وأجناسه، ورفعه بالكرامةِ التي يصونها حرّاسه.. حرّاس كلّ ما يحميهِ وسلاحهم، حبٌّ لا ينتهي ولن، تماماً كوجودهم..
سوريون والفخرُ بهم افتخرْ، أيا ذاكرة التاريخ احفظي، بأن مشيئتهم هي المشيئة التي أرادها القدر.
سوريّون نعم والألم، لا يغفو فينا كي لا يصحو الندم.. إن تجاهلنا بعضنا وأشحنا، عن النصيحة التي ترتقي بوطننا.. الوطن الذي نحن فيه، واحدٌ لا يُعلى عليه.. إنسانيّون وهي هويّة، ما أجملنا بلا طائفية.. بلا أحقادٍ أو انتقام، إلا من ظُلمِ الظلام..
نُعلنها أخوّة ونعمل، لبناءِ الإنسان الأجمل.. أجمل بمحبّته لوطنه، ينبضُ به يجعله قلبه.. أجمل بخصاله وأفعاله، تسمو به وبصوتِ نضاله:
“وعمِّرها.. بإيدين تعلّي بسواعد، بالمجد وبالقصد المارد، عمّرها تضحك بيادرها.
عمّرها.. بجوانح بيضا بمحبّة، بقمح ويكبر حبّة حبّة، عمّرها وزيّن قناطرها..”.
