مراسلة “الثورة” في ريف دمشق لينا شلهوب:
بعد غياب دام لسنوات طويلة، عاد الصوت ليصدح من جديد، وليملأ الأرجاء، بين الحارات وفي الشوارع بريف دمشق، صوت لعله شكّل- سابقاً- عامل إزعاج لدى البعض، لكن فيما بعد افتقده الجميع، افتقدوا معه صوت “بوق” بائع المازوت الذي كان يجول في الحارات، والسكان تقصده لشراء مادة المازوت وفي أي وقت يرغبون، كذلك بائع الغاز الذي كان “يطرق” على أسطوانة الغاز ليخبر الأهالي بقدومه، وكل ذلك كان مؤشراً، وينمُ عن توفر مواد المحروقات وبمختلف الأوقات.
ثم تتالت السنوات وغاب الصوت، وغاب البائع، جراء غياب مواد المحروقات، وبدأت المعاناة تتسلل إلى نفوس الأهالي الذين باتوا يلهثون وراء تأمين حاجاتهم اليومية.
الآن- وكما يقول أبو يحيى زاعور من مدينة جرمانا بريف دمشق: عاد صوت “بوق” بائع المازوت ليطرب صوته أهالي الأحياء، وليعيد البهجة والفرحة إلى النفوس، الأمر الذي شكّل ارتياحاً كبيراً لديهم، حيث افتقدنا ذلك لسنوات عجاف، في ظل النقص “المفتعل ربما” لغياب مواد المحروقات سواء المازوت أو البنزين أو الغاز.
وأشار عدد من القاطنين في عدة أحياء بجرمانا، إلى أن عودة ذاك الصوت، بات يُنبئ بتوفر المادة، رغم أن سعر ليتر المازوت يتراوح ما بين ١٠ – ١٢ ألف ليرة، إلا أن عودة تلك الأصوات تستحضر الفرحة التي تؤكد توفر مادة المازوت التي كان المواطن السوري محروماً منها.
أما في منطقة كشكول، عبّر الأهالي عن بهجتهم بعودة توفر مادة الغاز بشكل مستمر، عبر تسيير الصهاريج الجوالة المحمّلة بمادة الغاز والتي تلبي حاجة الناس، وتتم تعبئة كيلو الغاز بـ ٢٨ ألف ليرة سورية، بعد أن وصل حتى ٦٠ ألف ليرة، بينما يتم تبديل أسطوانة الغاز بـ١٥٠ – ١٧٠ ألف ليرة بعد أن وصلت إلى ٣٢٥ ـ ٣٥٠ ألف ليرة سورية.
وتساءلوا أين كانت تذهب المادة، ولماذا عاش الناس في معاناة كبيرة لتأمين المادة، وهم يلهثون وراء تأمين احتياجاتهم الأساسية وسط موجات من القهر والذل حتى أصبح الأهالي يستخدمون أبسط احتياجاتهم (بالقطارة) في ظل عدم توفر المواد، وإن وجدت تكون أسعارها محلقة.