الثورة – غصون سليمان:
لا داعي أن تشقى في طرح الأسئلة وأنت تقترب منهم.. فملامح الوجوه تخبرك عن انكشاف السريرة التي تفتحت في أخاديد الوجوه المتعبة.. حقاً إنها المعجزة.. معجزة القدر.. ومعجزة الإرادة.. إرادة الشعب الذي كسر القيد وفتح معابر الأمل وغدت البشارة تطوف على كل الاحتمالات بأن الغد لا بد أفضل إذا ما استطاع السوريون بمكوناتهم وألوانهم الغنية عن التعريف على امتداد جغرافية الوطن أن يصونوا التراب والعيش المشترك الذي يميزهم، بوعيهم وتعاونهم وتعاضدهم، وأن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية والأخلاقية في هذه الظروف العصيبة.
سقوط مدو
فبعد سقوط النظام المدوي، وتعثر الحكومات المتعاقبة في تحقيق الطموح والعدالة الاجتماعية، نتيجة حجم الفساد والمحسوبيات ومافيات الظل التي استطالت وترعرعت وانتعشت وأثرت على حساب الشعب السوري وسواده الأعظم، من رأس الهرم السياسي الذي لم يكن أميناً وحريصاً على شعبه وبلده، وكذلك سيدة القصر “حرمه المصون” التي وصفت نفسها، بالدكتاتور الحقيقي في جسم السلطة الحاكمة وظلها” والتي لم تكن يوماً ياسمين، بل كانت شوكاً أجرب تناثر أذاه في كل الأمكنة، ناهيك عن الأجنحة السوداء المتعددة التي عمروها بأذرع اللصوص وتجار الأزمة وقطاع الطرق بهيئات مدنية وعسكرية.. ولو استطاع هؤلاء لقطعوا ومنعوا حتى الأوكسجين عن أنفاس أبناء المجتمع.
ذل ممنهج
لن نتحدث عن تجويع الشعب لسنوات في ظل العهد الفاشل وإفقاره وذله الممنهج، في رغيف الخبز والسلع الغذائية ووسائل التدفئة ووسائط النقل واللهاث اليومي وراء تأمين لقمة العيش في حدودها الدنيا نتيجة الضائقة الاقتصادية والحصار الخارجي والداخلي بسبب ظروف الحرب وتداعياتها، ما دفع بالكثير الكثير من المواطنين أفراداً وجماعات إلى الهجرة ومغادرة البلاد إلى أرجاء بلدان المعمورة بعدما أغلقت بوابات الفرج.
اليوم يأمل السوريون جميعهم من القيادة والعهد الجديد أن يحقق شعار سوريا الحرة الأبية في ميزان منطق الدولة الأمن والأمان فهو الأساس الأول للبناء والإعمار والنهوض بسوريا الجديدة المتجددة.
#صحيفة_الثورة