الثورة – غصون سليمان:
بعد غيابها لسنوات، تعود البضاعة التركية.. من سلع ومواد غذائية إلى الواجهة في أسواق المحافظات السورية.
واللافت اليوم بعد خلع قيود الاحتكار المزمن في الداخل، وفتح الأبواب الموصدة على الحدود مع دول الجوار، والتي كانت بعصمة ورقابة بعض الجهات المعنية المشهورة في النظام البائد، وخاصة على الحدود اللبنانية وغيرها، ما أثر على انسياب السلع المطلوب تواجدها في السوق المحلية، ولاسيما وقت الحصار الخارجي والأزمات.
– على امتداد النظر:
فعلى امتداد النظر تأسرك متعة الفرجة في منطقة البرامكة على سبيل المثال لا الحصر، حركة الناس وأنت تستعرض كل ما يشتهى من السلع الغذائية لأنواع المعلبات والشيبسات، البذورات، الحبوب، والحليب المجفف وأنواع البسكويت بماركاتها المتعددة وبأسعار منافسة إلى حد ما، تجبر خاطر جيوب العديد من الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود.
ومع تكرار عبارة “قرب ع التركي” عبر مكبرات الصوت، لابد أن يستجيب فضول الناس لمساحة من السمع تتوقف عند كلمة: ثلاث علب سردين ب ٢٥ ألفاً، وثلاث علب مرتديلا كبيرة ب٢٥ ألفاً، كيس حليب متوسط ب١٢ ألف ليرة ، علبة طن كبيرة بعشرة آلاف ليرة، و…..
العبرة مما تقدم.. بعد أن احتكرت مؤسسة السورية للتجارة على رفوف مجمعاتها وصالاتها مختلف السلع الاستهلاكية من غذائية وألبسة ومفروشات ومنظفات وخضروات، إلا أنها لم تكن منافساً حقيقياً في السوق لمصلحة المواطن إلا في الجزء اليسير منها، وما كان يأتي الحكومات السابقة في عهد منظومة الحكم الفاسد والمنظم، من مساعدات ومعونات وخاصة فترة وقوع كارثة الزلزال وبدل أن توزع مجاناً على غالبية السوريين، كانت تباع في هذه الصالات وبأسعار شبه مخفضة لتزييف قناعات الناس بأنها الأرخص.
فيما البعض الآخر يختفي في مستودعات “الأمانة السورية للتنمية” وغيرها تحت الأرض وفوقها وتصبح فيما بعد مرتعاً للحشرات دون غيرها.. فكم كان اللؤم والجشع متجبراً في نفوس المحتكرين والسارقين لقوت الشعب..؟!
#صحيفة_الثورة