الثورة – ترجمة هبه علي:
أدى سقوط حليف روسيا بشار الأسد في سوريا إلى تعطيل استراتيجية الكرملين ليس فقط في البحر الأبيض المتوسط بل أيضا في أفريقيا، مما دفعها إلى التركيز على ليبيا كموطئ قدم محتمل، بحسب خبراء.
وتدير روسيا ميناء عسكريا وقاعدة جوية على الساحل السوري، صُممت لتسهيل عملياتها في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة منطقة الساحل والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
لكن هذا النموذج أصبح في خطر مع الرحيل المفاجئ للرئيس السوري.
ورغم أن الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع وصف روسيا بأنها “دولة مهمة”، قائلاً: “لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالطريقة التي يرغب بها البعض”، فإن إعادة خلط الأوراق في سوريا تدفع روسيا إلى البحث عن تراجع استراتيجي نحو ليبيا.
وفي ليبيا، يدعم المرتزقة الروس بالفعل خليفة حفتر، المشير الميداني الذي يسيطر على شرق البلاد، ضد حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، والتي تحظى باعتراف الأمم المتحدة وتدعمها تركيا.
وقال جلال حرشاوي من معهد RUSI للأبحاث في المملكة المتحدة: “الهدف هو بشكل خاص الحفاظ على البعثات الروسية المستمرة في أفريقيا”.
وقال لوكالة فرانس برس إن هذا “رد فعل للحفاظ على الذات” بالنسبة لروسيا التي تسعى “إلى التخفيف من تدهور موقعها في سوريا”.
وقال حرشاوي إنه منذ سقوط الأسد في الثامن من كانون الأول، “تم شحن حجم كبير من الموارد العسكرية الروسية إلى ليبيا من بيلاروسيا وروسيا”، مضيفا أنه كانت هناك عمليات نقل قوات أيضا.
وزعمت الاستخبارات الأوكرانية في 3 كانون الثاني أن موسكو تخطط “لاستخدام سفن الشحن سبارتا وسبارتا 2 لنقل المعدات العسكرية والأسلحة” إلى ليبيا.
وقال الخبير عماد الدين بادي على موقع المجلس الأطلسي إن هذا التحول، إلى جانب كونه يمثل ببساطة استبدالاً ضرورياً “لوكيل بآخر”، فهو سعي لتحقيق “الاستمرارية”، مشدداً على دور ليبيا باعتبارها “جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لتوسيع موطئ قدم موسكو الاستراتيجي في المنطقة”.
المصدر- France 24
#صحيفة_الثورة