الفسيفساء السورية، لوحة فنية رائعة منسجمة متناغمة، وسر تميزها ألوانها المتباينة، وأشكالها المختلفة.. إنما هي مرآة حقيقية للشعب السوري الواحد، الذي عكس تلك اللوحة الفنية بأبهى صورة يشهدها العالم بأسره.
تسابقت المبادرات المجتمعية والأهلية، وتكاتفت جهودها لتقوم بالكثير من الأعمال التطوعية لترميم أعمال الفوضى والتخريب والنقص، التي حدثت صباح ليلة سقوط النظام البائد، من قبل ضعاف النفوس والعابثين.
أعمال كانت بحاجة أن تنجز من قبل أبناء البلد الصادقين، الذين سبقتهم لهفتهم ودفعتهم إرادتهم لسد جميع الثغور، سواء بتشكيل لجان محلية للحفاظ على أمن المناطق، يقوم بها أهل الحي أنفسهم بالتناوب.
أو تنظيم السير في الساحات والشوارع العامة، إلى تنظيف الجامعات والمستشفيات، والعمل على إعادة تهيئتها، والكثير من المرافق والمنشآت العامة، ولم يوفروا أدنى جهد للوصول إلى الأفضل، من ناحية الترميم والنظافة والأعمال الخيرية.
الجمعيات الأهلية والحملات التطوعية كان لها دور كبير وآخر فعال، إنما يعكس حب الوطن من دون مقابل، فهي شريك حقيقي في تعزيز جهود التنمية المستدامة، وتلعب دوراً هاماً ومحورياً في المجتمعات، وتعد من وجوه البر والإحسان، وجانباً مهماً من جوانب المسؤولية المجتمعية.
إذا كانت تلك اليد نواة المجتمع السوري، فنحن حتماً مجتمع متكامل متكاتف.. نتطلع لمستقبل أفضل، كنا من قبل متطوعين متآخين وسنبقى ما دام الدم السوري يجري في عروقنا.