الثورة – غصون سليمان:
بعيداً عن كل دعوات فصل التفاؤل عن التشاؤم، ورفع منسوب مساحة كل منهما، بحسب مزاج كل شخص، وتباين مغزى المفاهيم والمصطلحات في العبارات المعرفية، تكون المعادلة لا شك ضبابية، ولا شك أن سياسة إدارة التغيير الجديدة تسعى بكل رقي للعمل بمنطق الدولة وتثبيت حقوقها والنهوض بسوريا نحو الأفضل، ما يتطلب منا جميعاً أن نكون عوناً وسنداً لها ومعها وبجانبها لحفظ بلادنا من كل التجاذبات.
سنوات القهر
والأهم أن نعترف ونعلن للملأ نحن السوريون، كم خبأت لنا السنوات بأيامها ولياليها من أسرار ومواجع وعبر ومفاجآت، وكم خبأت وتخبئ تلك الأحلام الصغيرة والكبيرة من صور ومشاهد في تفاصيل الأمنيات، كم من بوح تكرر ترداده داخل النفوس التي فطرها الألم وقسوة الأيام والظروف.
كم يصعب على المرء أن يهجر بيته، حارته، مدينته قسراً كان أم طواعية.
كم كان صعباً على الإنسان السوري والعوائل السورية أن يغيب معيلها زوجاً كان أم أباً وأخاً، لأشهر وسنوات وهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى يخوضون فيها معركة الوطن من أجل البناء والأمان والسلام.
كم من جراح استفحل أنينها بين الضلوع رغم مساحات الصبر على امتداد جغرافية الوطن، حالات لا يمكن لذاكرة شعبية أن تمحوها، ومعجزات الصبر على المرض والجوع والجوى وفقدان الأبناء والأحبة وتدمير البنى التحتية وغيرها الكثير من مقومات العيش الإنساني، كل ذلك يندرج تحت عناوين وتساؤلات تستفسر عن طبيعة هذا الشعب، وكيف له أن يمتلك كل هذه القوة والإرادة والتحدي، ليأتي الجواب: اسألوا كرامة الشرفاء من الآباء والأبناء، اسألوا القلوب التي لا يعلو في داخلها شيء أقدس من حب الوطن ولا في رؤية عيونها أنصع من صورته.
سوريون بعضهم اختزل مسيرة حياته من شقاء أو سرور بشريط ذكريات، والبعض الآخر اختصر أعباء عمره وقسوة حياته بحقيبة سفر أو كيس قماش، سطروا في داخله الحاجات الأسرع في رحلة الوداع الأخيرة وهم يغادرون قراهم وبلداتهم خوفاً وقلقاً من سعير الظلم والحرب وطقوس القتل المختلفة.
هي مجموع القصص التي يروونها بألسنتهم عن ويلات من حول واحات الأمان والاطمئنان إلى بيئة مضطربة من يوميات عيشه، حيث يفضح الواقع المر أمام فضاء الإعلام بوسائله المختلفة مساحة التضليل التي تتلاشى وتضمحل اليوم أمام صدق مشاعر السوريين وحبهم لأرضهم وبلدهم، بغض النظر عن سلوك بعض الموتورين الذين يستعرضون عضلاتهم.
فيما المسار العام هو تغيير الواقع نحو الأفضل، وهذا ما نأمله في ظل التغيرات الجديدة لسوريا الحرة الأبية.
#صحيفة_الثورة