الثورة – حلب – جهاد اصطيف:
بعد تنظيم الدور والحد من المحسوبيات التي كانت تعيق وصول مادة الخبز إلى المواطنين، شهد توزيع مادة الخبز في مدينة حلب تحسناً ملحوظاً بعد تحرير المدينة من النظام البائد.
وكان الأهالي في عهد النظام المخلوع يعانون من سوء التوزيع أمام المخابز، ويبقى هؤلاء لساعات طويلة لتأمين مخصصاتهم، بالرغم من الفشل الذريع لتجربة “البطاقة الذكية” منذ انطلاقتها في العام ٢٠٢٠، والتي تحدد الكمية المخصصة لكل عائلة يومياً بحسب معنيين بالقطاع التمويني الذين طالبوا أكثر من مرة بضرورة إلغاء مخصصات الخبز عبر البطاقة الإلكترونية من خلال الاجتماعات التي كانت تتم في حلب أو غيرها، إلا أن أحدا لم يستجب، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل سيطرت المحسوبيات أيضاً على عمليات التوزيع عبر المعتمدين الذين تعمدوا ظلم الأهالي، وكان يستغل معظمهم كيفية التوزيع وفرض أسعار مضاعفة عن ثمنها المحدد لكل ربطة خبز.
وكانت العائلات الكبيرة تضطر إلى شراء الخبز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة وصلت إلى أكثر من عشرة أضعاف ثمنها للربطة الواحدة، ما شكل عبئاً إضافياً على الأهالي، كما كانت مخصصات الجهات الأمنية، وسواها تأخذ الأولوية في التوزيع، إذ يحصل هؤلاء على ربطاتهم قبل المواطنين، ما زاد من المعاناة.
ويؤكد الأهالي في حديثهم لصحيفة الثورة أن الوضع منذ اللحظة الأولى للتحرير تحسن بشكل ملحوظ بفضل الجهود المبذولة لضبط عملية التوزيع، حيث بات المواطنون يحصلون على الخبز خلال فترة زمنية قصيرة قد لا تتجاوز ١٥ دقيقة، مقارنة بساعات الانتظار الطويلة سابقا، كما تم الحد بشكل كبير من تدخل المنتفعين والمعتمدين، مما أتاح توزيعا أكثر عدالة وأريحية .
ويتفق الأهالي على أن الوضع الحالي أفضل بكثير من السابق، حيث أصبح هناك تساو في الحصول على الخبز مع تنظيم واضح للدور دون تدخلات أو تجاوزات، ما خفف من معاناتهم اليومية .
ورغم هذا التحسن، يطالب الأهالي بضرورة مراقبة وزن ربطة الخبز، وتدخل الجهات المعنية لضمان جودة المنتج، وأن الغالبية العظمى من الأهالي تشتكي من السعر الحالي لربطة الخبز المحدد بأربعة آلاف ليرة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقلة فرص العمل، وتدني الأجور، إذ باتت العائلة المتوسطة بحاجة إلى ما لا يقل عن ٨ آلاف ليرة يومياً لتأمين الخبز، في ظل ظروف معيشية صعبة.
وكان مدير المخابز السورية محمد الصيادي صرح مؤخراً “لوكالة سانا” أنه بعد تقييم أولي للمحافظات وأريافها، من حيث عدد السكان وكثافتهم في المناطق والمدن والقرى والمساحة الجغرافية، أعلنت المؤسسة عن حاجتها لإقامة مخابز جديدة في أغلب المحافظات، بهدف تخديمها بالشكل الأمثل، وتخفيف الازدحام على المخابز، وأن حصة حلب وحدها ٤٥ مخبزاً من أصل ١٦٠ مخبزاً على مستوى سوريا.