الثورة – غصون سليمان:
بين مصطلحات عديدة يرقد مفهوم الوطن على ضفة السيادة والاستراتيجية الوطنية، فما بين التصنيف والتوصيف يوجد إنسان لا نصف إنسان، والأفراد بمجموعهم وعقدهم الاجتماعي هم أمة، والأقلية هي الأكثرية، والأكثرية هي الوطن الجامع الذي يعلو ولا يعلى عليه.. فليس المهم هو العدد كرقم، ومن هم أكثر أو أقل في أي بقعة جغرافية كانت وإنما في مغزاه وجوهره ومدلولاته ومعانيه.
وإذا ما طرحنا السؤال على ذواتنا جميعاً من منا اختار شكله ولونه واسمه ودينه وطائفته. سؤال برسم الجميع؟
سوريا هي سوريا.. لن تخلع عباءتها السورية والتي هي بحجم العالم حضارة وإنسانية، ولن تتدثر بغيرها مهما توهم الواهمون ممن لا يريدون الخير لهذا البلد المبارك مهد الديانات السماوية.
في تفاصيل العبثية كثر المنظرون من خارج الحدود في أقاليم الأرض المختلفة ممن يدعون المحبة والغيرية والدفاع عن سوريا وشعبها ومستقبلها الذي يرسمه الآخرون كل على هواه وفق الرغبة والأمنيات، بعيداً عن الواقع الذي يشهد مخاضاً حقيقياً، نأمل ألا يكون عسيراً في رحلة التغيير والتطوير والتقدم نحو الأمام على جميع المستويات.
فأبناء سوريا بما يمثلونه من طاقات وقدرات، والأهم بعد النظر بضرورة التسلح بالوعي واتساع الأفق في النظرة المجتمعية والإنسانية والأخلاقية لجميع المكونات التي حصنت الجسد السوري على مر السنين ضد هول المعتدين.
نحن لا نكتب من فراغ أو لتجميل الصور والمؤثرات.. فهناك من قباحة الصور ما يكفي ويزيد في كل العلاقات والقطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبالمقابل هناك الكثير من الصور الجمالية الدافئة التي ضمدت جروح الوطن وندوب أبنائه من قبل الجميع دون استثناء.
فالخير موجود عند أهله، والشر كذلك عند أهله، وما بين الأمرين تتصدى شعرة الصواب والحق عند أهل كل السوريين الذين خبرناهم وخبروا بعضهم البعض في كل الملمات والمحن.. والنتيجة لوحة من فسيفساء باتساع مساحة الجغرافية التي يضمنا ثراها، ونعيش على أديم الأرض الطاهرة التي تعرف حجم الخطوات التي أثقلت وأتعبت لونها وما تغير.. فلتكن سوريا قبلتنا الجامعة.