الثورة – سمير المصري:
تبقى سجون النظام المجرم البائد شاهدة على أبشع أساليب التعذيب والتجويع والجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق المعتقلين وتعرضهم لظروف مروِّعة من تعذيب وحشي وإعدامات جماعية، ويأتي في مقدمة هذه السجون سجن صيدنايا، سيء السمعة وتسميته بقلعة للظلم والقهر.
وكان لصحيفة الثورة لقاءات مع معتقلين تم تحريرهم من سجن صيدنايا، وشهاداتهم عن المعاناة وأساليب التعذيب التي كان يتفنن بها النظام المجرم بالمعتقلين، بالإضافة إلى لقاء أهالي معتقلين قسريين تم تغييبهم وموتهم تحت التعذيب بالسجن أو من خلال إعدامهم ودفنهم ضمن مقابر جماعية.
– تجويع وعزلة:
وسيم قداح– عسكري منشق، وتم تحريره من سجن صيدنايا بعد تحرير سوريا من النظام البائد، قال: تم اعتقالي عام 2018 بدمشق، وبعد نقلي لعدة فروع أمنية متعددة تم الحكم علي بالسجن 20 عاماً في سجن صيدنايا، وتعرضنا لأبشع أساليب التعذيب والقهر والتجويع والعزلة خلال سنوات الاعتقال من زنازين منفردة مظلمة تفوح منها روائح الموت واليأس وعزلة وخوف من الإعدام، وأشار إلى أن السجانين داخل السجن يمارسون أسوأ أنواع العقوبات الرهيبة بحق المعتقلين من تعذيب وجوع وإعدامات جماعية وأمراض معدية وغيرها من المعاملة السيئة من الأطباء داخل السجن للمعتقلين المرضى، وبالنهاية سيظل سجن صيدنايا في ذاكرة السوريين رمزاً لنظام مجرم لا يمت للإنسانية بأي شيء ودليلاً على وحشيته واستبداده.
– ٢٠ عاماً في سجن صيدناياً:
علاء الحسين سجين- محرر من سجن صيدنايا، قال: بعد اعتقالي عام 2018 ونقلي من الفروع الأمنية بعد حوالى العام من اعتقالي وتعرضي لأساليب تعذيب وحشية في أقبية الفروع الأمنية بدمشق، تم حكمي بمدة 20 سنة بسجن صيدنايا.
وعن المعاناة داخل السجن، بيَّن أنها تبدأ من صوت السجَّان والذي كان يشكل للمعتقلين الرعب والخوف أكثر من التعذيب والضرب والتشبيح، وغيرها من أساليب القهر والعذاب، إضافة إلى سياسة التجويع التي كان يمارسها طاقم السجن بحقنا، والتي لا تكاد تكفي لإطعام طفل صغير، والتي تتضمن فتات الخبز العفن وملعقة رز وغطاء علبة عصير الكولا شوربة، وكذلك معاناة المعتقلين المرضى والأمراض المزمنة من عدم توفر العلاج والدواء لهم.
مضيفاً: يبدأ يومنا في السجن الساعة الخامسة صباحاً حتى الساعة التاسعة ليلاً، ويتعرض المعتقل لمختلف أنواع الإهانات من شتم وضرب بعصاة كهربائية وشبح وغيرها من قبل السجانين.
– تنكيل وتعذيب حتى الموت:
أما فيما يتعلق بالمعتقلين المغيبين قسرياً داخل سجون النظام البائد، تطرق حسن عواد وهو شقيق معتقل مغيب قسرياً، إلى الظروف الصعبة عن اعتقال شقيقه قائلاً: تم اعتقال شقيقي محمد على حاجز السيتي السنتر بدمشق عام 2015 أثناء ذهابه للعمل، وكان هذا الحاجز يشكل نقطة رعب للمواطنين القادمين إلى دمشق، ويتم اعتقال الشباب بشكل يومي عليه، وتم تحويل شقيقي مباشرة لفرع المنطقة بدمشق، وتعرض لأبشع أشكال التعذيب والتنكيل داخل الفرع ومن دون أي تهمة منذ لحظة اعتقاله، وتم تحويله لسجن صيدنايا، وبعد أكثر من أربع سنوات تم إبلاغنا بوفاته بالسجن والذهاب إلى دائرة الأحوال المدنية في درعا واستلام أوراقه وثبوتياته، مضيفاً: يبقى الموت رحمة من الله للمعتقل لما يعانيه من تعذيب وتجويع وإهانة وذل وقهر داخل السجن.
– على قارعة الانتظار:
فيما قالت السيدة أم محمد، وهي تذرف دموعها على ابنها محمد، وكان عمره 18 عاماً والذي تم اعتقاله من منزله بمدينة درعا في الشهر العاشر من عام 2015: إنها لم تترك وسيلة لمعرفة مصير ابنها المغيب قسرياً، وأين هو، وبعد أكثر من ثلاث سنوات على اعتقاله ليتبين فيما بعد أنه كان في سجن صيدنايا، وذلك عن طريق أحد السجناء مع ابنها، ولم تترك وسيلة لزيارة ابنها ولكنها باءت بالفشل، بعدها تيقنت بأنه تم تصفيته داخل السجن، ولكن يبقى قلب الأم على أمل اللقاء بفلذة كبدها ويوم تحرير سوريا من النظام المجرم البائد ذهبنا إلى السجن عسى أن نعثر على أي خبر أو أثر عن ابني، ولكن انتظارنا الطويل ذهب أدراج الرياح، وبقيت فرحتنا بالتحرير من نظام الإجرام ناقصة باختفاء المعتقلين قسرياً.
صحيفة – الثورة