الثورة – أيدا المولي:
تم اليوم إشهار “تجمع سلمية الحر” في صالة أدونيا، ويهدف هذا التجمع إلى الاهتمام بالشأن العام ومتطلبات المجتمع المدني وخدماته الأساسية.
وقبل ذلك انطلقت أعمال هذا التجمع من خلال جلسات للحوار، وعدد من الفعاليات، التي تهدف إلى تجمع كل الأطياف ومشاركتها في الفعل المجتمعي والثقافي، وكانت الجلسة الثانية بعنوان “المجتمع المدني” للمحاضر حسين داؤود، وقدم شرحاً عن مفاهيم المجتمع المدني ونظرياته عبر التاريخ ونشأته منذ القرن السابع عشر، وأهم المفكرين الذين نادوا بالعقد الاجتماعي، مبيناً أن المجتمع المدني يعتمد على الحوار والتسامح بين جميع الأطياف الإنسانية، والتعامل مع الأفراد بناء على صفاتهم الإنسانية من دون النظر إلى ثقافتهم أو دينهم أو لونهم، لذلك لابد من تفعيل دور المجتمع المدني لأنه يعمل على سد الثغرات في المجتمعات التي تعاني أنواعاً من الصراع، وبالتالي مهمة المجتمع المدني أن يدافع عن فئات مجتمعية محرومة من حقوقها، إضافة إلى أنه من واجب المجتمع المدني في مرحلة المراقبة التبليغ عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ننتظر المجتمع المدني
سيغسل السوريون صدأ قلوبهم بعيش كريم يكفل حقوقهم.. وسينسى السوريون ظلام الحقبة السوداء التي عاشوها وهم يكمون أفواههم ويستبدلونها بالرأي الحر.
نرى أن المداخلات ما بعد المحاضرة أغنت وكانت متصلة بالواقع اتصالاً وثيقاً، لذا نعرض أهمها من خلال وجوب، تأمين العمل للشباب العاطلين عن العمل، وأن تكون الرواتب بمستوى المعيشة، وإعطاء المعلم حقه العادل لأنه هو مخرٌج الأجيال وصانعها، وتأمين الأمن والأمان للمواطنين، والتأكيد على الهوية السورية لا الطائفية وإزالة الأحقاد وجمع العائلة السورية.
وتميز في هذا السياق تعليق للكاتبة فاطمة سليمان محمد أبرزت فيه تساؤلات المجتمع لفترة ما بعد الحرب، ولابد أن تكون محوراً أساسياً لعمل منظمات المجتمع المدني، والتي يمكن تلخيصها بعدة نقاط منها:
ما هي الخطط التي يمكن وضعها لتحسين جودة التعليم، وكيف يمكن استعادة المنظومة التعليمية التي تضررت بسبب النزاع؟
كيف يمكن للبلاد أن تعيد بناء نفسها بشكل عادل، مع منح الجميع فرصة للمشاركة في بناء الدولة الجديدة.؟
كيف يمكن لسوريا أن تحتفظ بهويتها الثقافية وتاريخها، وفي نفس الوقت تحتضن التطور والتغيير الاجتماعي والسياسي.
كيف يمكن تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في سوريا لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار؟
أخيراً.. الإعلام أيضاً جزء لا يتجزأ من سياسة المجتمع المدني القائمة على إبداء الرأي بحرية وبالنقد البناء كي ننهض معاً في بناء وطن للجميع.
#صحيفة_الثورة