منذ اليوم الأول للتحرير، وقوافل المساعدات الجوية والبرية تتقاطر إلى سوريا لتخفيف وطأة الأعباء المعيشية التي يرزح تحتها الشعب السوري، وذلك نتيجة ممارسات النظام البائد والتي أوصلت المواطن إلى هذه الحال.
لا نغالي إذا قلنا: إن نسبة قليلة جداً من السوريين لا تنتظر سللاً من تلك المساعدات، بينما الغالبية العظمى هي اليوم بحاجة لسد رمقها منها، وتنتظر بفارغ الصبر بدء التوزيع العادل لها، ولا تعرف من تسأل عنها، في وقت جفّت فيها بيوتهم من أدنى متطلبات المعيشة وأبسط أنواع المؤن، ويخالجهم الخوف أن تقع بأيدي أناس لا يقدرون حاجة الآخرين، ويحتكرونها أو يبيعونها أو حتى يبدلون محتوياتها، كما كان يحصل أيام العهد الأسدي المجرم، الذي زرع عملاءه وأزلامه في كل مكان لمنع وصول مثل تلك المساعدات إلى مستحقيها، في وقت رأى فيه السواد الأعظم من الوافدين الذين اضطروا لهجر منازلهم وكانت الإغاثات موجهة لهم، بعدم الحصول عليها، ماخلا أمام كاميرات التلفاز، وبعد مغادرة الوسائل الإعلامية يتم سحبها منهم، وهو ما حصل أيضاً عقب حدوث الزلزال في السادس من شباط ٢٠٢٣.
المواطن اليوم يحدوه الأمل، أن يحصل على حقوقه من المساعدات وتحقيق العدالة في التوزيع، وألا تكون خطى وهمية الهدف منها التصوير والاستعراض، في وقت يتناقل البعض وعلى ذممهم، أن تلك المساعدات تباع على الأرصفة، ولم نصدق طبعاً، فهل من تأكيد أو نفي؟!
#صحيفة_الثورة