تشهد مدينة دمشق انتشاراً غير مسبوق للبسطات العشوائية التي احتلت الشوارع والأرصفة والأسواق الرئيسية بشكل فوضوي ومعرقل لحركة السير، مشوهة مداخل الأسواق والأحياء والساحات الرئيسية مثل ساحة باب مصلى والحريقة والعباسيين وأسواق الحميدية والصالحية، ولا يفوتنا منطقة البرامكة وجسر الحرية التي تعاني اختناقاً حقيقياً بسبب الانتشار الكثيف والعشوائي لهذه البسطات.
ورغم الحملات المتقطعة التي تقوم بها محافظة دمشق كل عدة أيام إلا أنها لم تفلح في كبح جماح انتشار البسطات المتفاقم بشكل يومي.
لا ننكر أن هذه الظاهرة بدأت بحلول فردية لكسب الرزق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، لكنها سرعان ما تحولت إلى معضلة شاملة تهدد الوجه الحضاري للعاصمة، واختناق بالفوضى على الطرقات مع غياب أي إجراءات تنظيمية واضحة.
والحل الحقيقي يشترط أن يوازن بين احتياجات أصحاب البسطات في كسب رزقهم، وبين حق المواطنين في مدينة نظيفة ومنظمة.
ولعل مشروع الأسواق التفاعلية هو أفضل حل لهذه المشكلة، فهو ليس حلاً فقط لتنظيم البسطات، بل هو خطوة نحو إعادة الحياة والتنظيم للمدينة من خلال تخصيص مساحات محددة في الأحياء لتكون أسواقاً تفاعلية وتنظيم العمل فيها بأوقات محددة مع فرض شروط النظافة والالتزام على أصحاب البسطات.
إن تطبيق الأسواق التفاعلية ليس مجرد حل اقتصادي واجتماعي بل هو خطوة حضارية لإعادة الرونق الحضاري إلى شوارع دمشق.
#صحيفة_الثورة