الثورة – غصون سليمان:
لكي نكون مبدعين وقادرين على العمل والعطاء والإنجاز دون خوف أو قلق، لابد من الشعور بدفء الأمن وهيبة الأمان، فهما خير ملاذ ومقام لمجتمع سوري عانى ما عاناه من ويلات حرب وقهر اجتماعي في جميع المدن والمناطق والقرى والبلدات، لم يعد من سبيل أمامه سوى التضرع إلى الله للنجاة والتخلص من آلامه وأوجاعه وخاصة في السنوات الأخيرة من عمر الحرب الظالمة والحصار الداخلي والخارجي التي ضاقت فيها سبل العيش وسيرورة الحياة، وبات كل شيء بمقدار لا يكفي، بحكم منظومة الفساد التي استشرت في بنية الدولة ومفاصلها.
ولأن الإنسان بطبعه يعيش على الأمل، جاء الوعد بكلام واضح من قبل رئيس الجمهورية أحمد الشرع ليبلسم نفوس أبناء المجتمع ويجبر خواطر المكلومين، بأن سوريا المستقبل يتم بناؤها بهمة الشعب والقيادة مؤكدا على ذلك بقوله :”معاً، سنصنع سوريا المستقبل، سوريا منارة العلم والتقدم، وملاذ الأمن والاستقرار..”
نعم إن الأمن والاستقرار النفسي، والاجتماعي، والعسكري، والسياسي، والأمني، هم جميعا أس المعادلة في كسب ثقة الشعب ومواقفه الوطنية تجاه سوريا صاحبة الإرث العظيم في خارطة الوجود.
نمد يد السلام
ولأن الخوف والقلق مشروعان في ظل تغيرات جوهرية في بنية الدولة السورية، فإن الحذر والمطالبة اليوم بالوقوف على مسافة واحدة من جميع أطياف المجتمع هو هاجس عند الجميع لكن رؤية وبصيرة الرئيس الشرع التقطت هذا الجانب حين قال: إن سوريا التي تمد يدها بالسلام والاحترام، ليعود أهلها إلى وطن عزيز كريم، مزدهر آمن مطمئن بإذن الله، لعله نداء العارف بما يجول في صدور المتعبين من صغير وكبير، رجال ونساء، وأطفال، ومسنين، ومن مختلف الشرائح.
كلام وخطاب الرئيس الشرع الغني بمضمونه وعناوينه لبناء الدولة، من الضروري جداً أن يترجم على أرض الواقع سلوكاً راقياً بعيداً عن أي مسمى، أو بعد ديني، أو عرقي وطائفي، وبعيداً عن أي انتقام يثير حفيظة الآخرين الذين آمنوا بأن الوطن للجميع، وذلك من خلال ما يقوم الأمن العام في ملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون، لكن يبقى اللافت أن ما يحدث من تجاوزات هنا وهناك هي في جوهرها تخطف بريق الفرح من النفوس التي آمنت بمنطق التغيير نحو الأفضل والانتصار لمظلوميتهم.
وإن كانت السمة العامة التي طبعت في أذهان معظم الناس هو حالة الاحترام والمعاملة الحسنة لعناصر الأمن العام وحديثهم بكلام أديب ومريح داخل البيوت التي يراجعونها لأشياء محددة، نجد أن البعض يسيء التصرف في أداء مهمته، ما يوتر الأجواء ويضيع بوصلة المواطنة مرة أخرى، فليخلع كل شخص في هذا الوطن من نفسه كل شائبة تعكر صفوة بناء سوريا الجديدة التي تحتاج كل أبنائها.
#صحيفة- الثورة