غلاء الأعلاف أغلق عشرات المداجن بدرعا.. 511 مزرعة متضررة و192 دمرتها عصابات النظام المجرم

الثورة – تحقيق جهاد الزعبي:

بعد سنواتٍ عجاف خسرت خلالها محافظة درعا أعداداً كثيرة من الثروة الحيوانية بسبب إهمال النظام البائد لهذا القطاع الهام، نتج عنه شح وغلاء بأسعار المواد العلفية، حيث ارتفعت تكاليف التربية عدة أضعاف، ما أدخل المربين في دائرة الخسارة، والرابح هو منتج وتاجر العلف.
في هذا التحقيق سنلقي الضوء على غلاء أسعار الأعلاف وتأثير ذلك على مربي الثروة الحيوانية وحالة القطيع وتجار الأعلاف.
مليون رأس غنم وبقر
تفيد المعلومات التي حصلنا عليها من فرع أعلاف درعا أنه وحسب إحصائية عام 2023 بلغ عدد قطيع الأغنام والماعز نحو 964 ألف رأس والأبقار 41635 رأساً، وهذا القطيع بحاجة ماسة للأعلاف في ظل شح الأمطار وقلة المراعي، وبالتالي أصبح المربون مضطرين لشراء الأعلاف من السوق الخاص بأسعار عالية لاستمرارية العملية الإنتاجية بالرغم من خسائرهم.
أسعار كاوية للأعلاف


“الثورة” التقت عدداً من مربي الدواجن والأبقار والأغنام في مناطق العجمي وجلين وطفس ومزيريب: إن أسعار العلف أصبحت غالية جداً، والكميات المخصصة من مؤسسة الأعلاف ضمن الدورات العلفية لا تكفي سوى لعدة أيام فقط مما يضطرهم للشراء من القطاع الخاص بأسعار عالية، حيث وصل سعر طن الشعير والنخالة حالياً نحو 300 دولار والكبسول 350 دولاراً.
تكلفة عالية
وقال الطبيب البيطري وهيب المقداد وهو أحد مربي الدواجن أن ثمن المواد العلفية مرتفع جداً، وتكاليف تربية الصوص حتى يصبح في طور الاستهلاك لمدة 40 يوماً عالية، وتتجاوز كلفة الكيلوغرام الـ 30 ألف ليرة.
وبيَّن المقداد أن أثمان الأدوية البيطرية واللقاح والتدفئة والتكييف والمياه والرعاية وغيرها من نثريات للتربية أصبح أمراً مقلقاً للمربين.
صرخات المربين
وأشار بعض مربي الدواجن في اليادودة وكفر شمس وغصم أنهم يدفعون تكاليف عالية حتى يصبح الطير بوزن الاستهلاك، حيث ارتفع ثمن العلف بشكل أدى لخروج الكثير من المربين من العملية الإنتاجية بالتوازي مع تراجع أسعار اللحوم البيضاء والحمراء بشكل ملحوظ وصل إلى 33 ألف ليرة للدجاج و80 ألف للحم العجل و100 ألف للضأن.
ويرى المواطن محمود العابد أن غلاء أسعار الأعلاف كان له الدور الأساسي في ارتفاع أسعار الدجاج من 3300 ليرة عام 2020 إلى نحو 33 ألف ليرة حالياً، أي عشرة أضعاف ثمنه.
تحسن الثروة الحيوانية
وبيَّنت مصادر من دائرة الثروة الحيوانية في مدير الزراعة أن الثروة الحيوانية بالمحافظة بعد التحرير وانتصار ثورة الكرامة، بدأت تشهد تحسناً في أعداد القطعان والإنتاج وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة لتوفير الأعلاف بشكل متواصل وتقريب مدة الدورة العلفية وتخفيض أسعارها للحفاظ على القطيع.
875 مزرعة للدواجن
وتفيد مصادر مطلعة في مديرية الزراعة: إن عدد مزارع الدواجن المرخصة في درعا يبلغ 875 مزرعة، منها 738 لإنتاج الفروج، و573 مزرعة منتجة بطاقة 3,225 ملايين طير بالدورة الواحدة، بينما يبلغ عدد المزارع المختصة بالدجاج البياض وأمات الدواجن 137 مزرعة العامل منها 85 مزرعة فقط.
وتشير المعلومات إلى وجود 511 مزرعة للدواجن متوقفة عن العمل، منها 192 مزرعة مدمرة بشكل كامل جراء تعديات عصابات الأسد المجرم عليها.
العلف رفع أسعار الألبان
ومن مضاعفات غلاء أسعار الأعلاف واللقاحات والأدوية البيطرية، هو غلاء أسعار الحليب واللبن والجبنة وغيرها من المنتجات، حيث ارتفع سعر كيلو الحليب إلى 6000 ليرة، واللبن الرائب 80000 ليرة، واللبن المصفى بـ 25000 ليرة، والجبنة 25000 ليرة، وصحن البيض 35000 ليرة، وكيلو لحمة البقر والغنم 130000 ليرة، وهي أسعار لم تشهدها المحافظة بتاتاً، وبالتالي تراجع طلب الأهالي على تلك المنتجات بشكل كبير.
الكميات غير كافية
ولفت بعض المربين إلى أن الكميات المخصصة من فرع الأعلاف ضمن الدورة العلفية لا تكفي ليومين أو ثلاثة أيام فقط، ويضطر المربي لشراء الأعلاف بسعرٍ كاوٍ من القطاع الخاص، مؤكدين على أهمية زيادة الكميات لتكون مناسبة وفق الدورات العلفية ومدتها.
الأعلاف تتدخل
وأشار مدير فرع أعلاف درعا المهندس فراس الشرع أن الفرع يقوم بتقديم الأعلاف للثروة الحيوانية بموجب دورات علفية داعمة، وفق جداول اسمية وإحصائيات من قبل دوائر الزراعة والجمعيات الفلاحية، وتقدم الدولة الأعلاف بسعر أقل من أسعار القطاع الخاص بكثير 275 دولارا ثمن طن الشعير والنخالة و335 دولارا للكبسول، وذلك دعماً للمربين، حيث تبلغ مخصصات الرأس من الأغنام والماعز 10 كغ للرأس الواحد، والبقر 50 كغ جاهز حلوب، ويتم تأمين النخالة من مطحنة اليرموك في درعا والشعير والذرة والجاهز كبسول والكسبة من معامل المؤسسة في المحافظات، وهي ذات جودة عالية.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة