الثورة – ناصر منذر:
لم تمض سوى بضعة أيام على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نية بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين إلى دول عربية، منها مصر والأردن، حتى تفتقت ذهنية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن فكرة أقرب إلى الهذيان، عبر دعوته إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين الدولية، سواء لجهة الإنكار الصارخ لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه التاريخية، أو لجهة الانتهاك الصارخ لسيادة المملكة وأمنها القومي.
تصريحات نتنياهو، تأتي قبل زيارة متوقعة يقوم بها وزير الخارجية ماركو روبيو إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل. حيث أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، أنه من المتوقع أن يتوجه روبيو إلى ألمانيا والشرق الأوسط الأسبوع المقبل. وفق ما ذكرته شبكة ( سي ان ان)، مشيرا إلى أن روبيو سيحضر مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، ثم سيتوجه إلى إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 18 فبراير/شباط.
وعلى اعتبار أن جولة الوزير الأمريكي تأتي بعد اقتراح ترامب تهجير ما يقرب من مليوني فلسطيني من غزة إلى دول أخرى، فيمكننا وضع تصريحات نتنياهو في إطار العمل على ابتزاز المملكة للقبول بتوقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل مقابل التخلي عن هذه الفكرة.
تصريحات نتنياهو، لاقت تنديداً عربياً وفلسطينياً واسعا، إذ أعلنت وزارة الخارجية السعودية اليوم الأحد، رفضها القاطع تصريحات نتنياهو، معتبرة إياها محاولة لصرف الانتباه عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك عمليات التطهير العرقي.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق في أرضه وأن الفلسطينيين ليسوا مهاجرين يمكن طردهم، بل هم أصحاب الأرض الذين يرتبطون بها تاريخياً ووجدانياً وقانونياً. وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر غزة بالكامل وأوقع مئات الآلاف من الضحايا، معظمهم من الأطفال والنساء، دون أي اعتبار للقيم الإنسانية.
كما أدانت وزارة الخارجية المصرية التصريحات، معتبرة إياها تحريضاً ضد السعودية، مشددة على أن مساس سيادة المملكة هو “خط أحمر” لا يمكن التهاون فيه.
كذلك أكدت الإمارات تضامنها الكامل مع السعودية، مشيرة إلى رفضها التام لتلك التصريحات التي اعتبرتها تجاوزاً للقانون الدولي.
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين في إقامة دولة”، واعتبرتها “دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية بدورها عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتصريحات نتنياهو، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة المملكة العربية السعودية واعتداءً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما أدانت الكويت تصريحات نتنياهو ضد المملكة العربية السعودية، مؤكدةً وقوفها الصلب مع المملكة في مواجهة كل ما يهدد استقرارها وسيادتها”. مشددة في الوقت ذاته رفضها لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني.
من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية السودانية تصريحات نتنياهو، مؤكدة أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية يشكل انتهاكاً للسيادة السعودية وحقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبه استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات تصريحات نتنياهو. وأكد أن المنطق الذي تستند إليه هو منطق مرفوض، بالإضافة إلى أنها تعكس انفصالا تاما عن الواقع”.
و شدد على أن الدولة الفلسطينية لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة، بلا انفصال بينهما، مؤكدا أن أي أفكار أخرى لا تعدو أن تكون أضغاث أحلام، أو أوهام لا وجود لها إلا بأذهان من ينطقون بها.
