بلاد النساء الآمنة.. سرديات تلخص أوجاع الظلم والقهر

الثورة – رفاه الدروبي:

كم كانت مأساة النساء كبيرة في ثورة الأحرار، حملتها كاتبات سوريات لتخطَّ أناملهن حالة الظلم والطغيان بأساليب شتَّى جمعتها الكاتبة مها حسن في كتاب “بلاد النساء الآمنة” وقدَّمتها في جلسة حواريَّة ترأستها المدير التَّنفيذي لمنظمة “عدل وتمكين” هبة عز الدين، والصحفيَّة هدى أبو نبوت.
وكان للحوار شجون لأنه بدأ مع الكاتبة مها حسن بتجربة استثنائية خاضتها بعد مسيرة ثلاثة عقود في الكتابة من حياتها لحدث مفصلي يحمل أوجاع وطن، مُركّزةً على ٢٥ سيدةً لخَّصن تجاربهنَّ، وسطَّرت كلٌّ منهنَّ تجربتها بطريقة العودة لاستذكار اللحظات الصعبة، ومدة تأثُّرها، حيث تدور فكرة الكتاب حول نساء سوريات قدَّمن حالة فانتازيا قويَّة بكتابتهنَّ عن العنف والقلق في ظرف مختلف عن الشخصيات النسائية دون أن يكون ممنهجاً أو يحمل أيديولوجية نسوية؛ بل اعتمد على الخطاب الروائي والاشتغال السياسي الإبداعيين، إضافة إلى العمل على وصف حالة الاضطراب وذكر العوامل النفسية لها بسبب الظروف الشخصية نشر في فرنسا.
مُسطِّرةً الصحفيَّة هدى أبو نبوت تجربتها في مُدوِّنتها باسمها الصريح عن نساء أقمن في المخيَّمات وعانين البرد القارص ونتف الثلج المتساقط، ورحلة العبور بين البلدان، واجتياز البحار، وصوت أمواجها العاتية خلال فترة الثورة السُّوريَّة.
بينما سردت المحاميَّة الصحفيَّة نور عويس قصَّتها الذاتيَّة وما واجهت من صعوبات خلال مشاركتها في منتج واحد عبَّرت بسردياته عن ذاتها.
وكم وجدت ديما صادق الحائزة على شهادة الأدب العربي صعوبةً في الكتابة النسويَّة كونها تأثَّرت بأبي العلاء المعري وبفلسفته، لذا حملتها في نصها السردي بشيء من الغموض، مُعتمدةً على الصدق أثناء رواية تجربة مريرة لإثبات مدى حريتها، ووجدت في النوع نفسه من الكتابة فرصة للتعبير عن الذوات بذات الكاتبة باعتبارها تكتب لأوَّل مرَّة عن نفسها من خلال تناول تجارب عاشتها بدقَّة يوماً بيومٍ في منطقة هُجِّرَتْ منها قسراً، وعاشت مع كلِّ الفئات الاجتماعيَّة، ولاسيَّما حين عودتها من عملها إلى المنزل مُرهقةً، ويتوجَّب عليها تأدية واجباتها المنزليَّة رغم أنَّها تحمل الأوجاع في ذاكرتها؛ لكن عليها أن تكون مُتماسكة قويَّة كي تعيل أسرتها، وتقوم بواجب الضيافة تجاه من قصدها من الأهل والأقارب بعدما تركوا منازلهم لغياهب ليل مظلم خيَّم الجلاد عليه، فيما وجدت صعوبة أثناء الكتابة بخوف يعتريها لعلَّه يصيب من بقي من ذويها في مناطق سيطرة النظام، لذا عمدت إلى حذف بعض العبارات والجمل من الخاتمة لتنجو بهم.
لكنَّ الكاتبة ليلى الهاشمي المنحدرة من حمص كانت وسط المدينة تتنقَّل عيناها بين الأحياء وتطبع ذاكرتها أحداث شتَّى، كما حملت في نفسها مشاعر جيَّاشة شطر مدينتها فكتبت تجربتها الصعبة في نصٍّ عامر بالمعلومات السَّرديَّة، ما يجعلنا نذرف الدموع، فكتبت عن ذاتها بطريقة شفَّافة حول واقع سياسي صعب من دون أن تُعرِّض نفسها للخطر، لأنَّ الخوف كان مسيطراً عليها فشعرت بالهزيمة حول كيفيَّة التعبير، وبوح تعتريه هشاشة الإنسانيَّة مع أنَّها ليست ضعيفة.
فيما سعت ربا خدام الجامع للعمل بجرأة لأنَّها كانت تُقيم خارج الوطن، فتجاهلت النشر لتجربة اعتبرتها غنِّيَّة ومُمتعة خالية من الأحكام المُسبقة، وكان النقاش في مخيِّلتها يدور حول جودة النص، وتقديم رسالة مبنيَّة على تجارب ذاتيَّة دمجتها ضمن نصٍّ واحد.
كما تناولت قصَّة ديما صادق تجربتها الأنثوية، لتحكي بجرأة كبيرة بعد اعتقالها؛ وإطلاق سراحها عن سرديَّة سوداء كسحابة شتوية تُثقل عينيها بالدموع لمجرَّد طرقها الذاكرة، باعتبارها تجربة سجن مريرة لكنَّها زادتها إصراراً على الكتابة فصاغتها في عبارات تعكس مضموناً واضحاً، وتروي قصصا سردية تذكرها وتتقاطع مع أوجاع نساء تشابهت الظروف بينهن.
بيد أنَّ الكتابة منحت الكاتبة دلال إسحاق من القامشلي تجربتها الكتابيَّة بريقاً خاصَّاً لتحوّلها إلى رحلة تعليميَّة ذات أدوات واستراتيجيَّات خلاقة ممزوجة بشعور بالفرح تجاه نساء سوريَّات يعشن في بيئة آمنة وإبداعيَّة، فكانت عبارة عن تبادل الخبرات والشعور بالفخر.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً