الثورة – مها دياب:
بالعودة إلى التاريخ الحديث في سوريا، عندما حاول الاحتلال الفرنسي تقسيم البلاد إلى دويلات طائفية وإثارة النزاعات والتفرقة بين المكونات المختلفة من أبناء الوطن، كان الرد أن توحد أبناء سوريا من مختلف الطوائف والمناطق في مواجهة هذا الاستعمار ومخططاته للتقسيم، وكانت الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي (1925-1927) التي اعتبرت مثالاً رائعاً للوحدة الوطنية وتأثيرها على الأرض.
لقد قاد الثورة شخصيات ملحمية من خلفيات متنوعة، من سلطان باشا الأطرش في جبل العرب، وإبراهيم هنانو من الشمال، وفوزي القاوقجي في حماة، وصالح العلي من جبال الساحل، وأحمد مريود في القنيطرة إلى حسن الخراط من غوطة دمشق.
كانت قيادات بروح وطنية جمعت السوريين تحت راية واحدة، بعيداً عن الانقسامات الطائفية أو العرقية، كان همهم الوحيد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ضمن مقاومة شاملة لجميع أبناء سوريا من كل الفئات، سواء أكانوا مثقفين أم فلاحين وعمال أم تجار ونساء وغيرهم.
هذه الثورة تعتبر درساً يجب اعتماد قيمه لتجاوز الخلافات السياسية والاجتماعية والانقسامات الحالية، من أجل إحياء مفهوم التضامن الوطني الذي يؤكد أن قوة الشعب في وحدته.
وكما اجتمعت مختلف الأطراف خلال الثورة الكبرى لحماية الوطن، يمكن للشعب السوري اليوم استخدام الحوار للتواصل وحل الخلافات بطرق سلمية وبناءة، تعزيزاً لحوار جامع.
أيضاً الاعتماد على قيادات ووجهاء وطنيين يسعون للوحدة ولم الشمل، والدعم تحت راية الدولة، تماماً كما حدث مع القادة الثوريين الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق كل شيء.
الوحدة والتكاتف والحوار والتسامح هي أساس وتمهيد الطريق لبناء مستقبل أفضل للجميع، بأيدي أبناء سوريا على امتداد جغرافيا الوطن.
#صحيفة_الثورة