هذه الأيام ومع كل أسف، ما إن تفتح هاتفك الجوال لتتفقد بريدك، وتقرأ رسالة من محب، أو خبر من هنا أو هناك، حتى تفاجأ بفيديوهات ومنشورات فتنوية تحريضية، يتناسى أصحابها ومطلقوها أن الأوطان لا تبنى بالثأر والانتقام، وأن الإعمار يحتاج لأياد بيضاء، وليس لأيد ملطخة بالدماء.
تحريض إلكتروني، يمارسه بعض مرضى وضعاف النفوس، والهدف إيذاء أشخاص أو فئات، وذلك بهدف تحقيق غايات دنيئة، والنتيجة كارثية فيما تسببه من قتل للمروءة بين الناس، ووأد للمحبة، والقضاء على العيش المشترك والسلم الأهلي.
هؤلاء المرضى يمارسون التنمر، وهم يقبعون خلف شاشات هواتفهم النقّالة وحواسيبهم الشخصية، ولا يدركون معنى الكلمة السامة التي يطلقونها، وإلى أين تؤدي، ويجهلون أن الكلمة قد تقتل كالرصاص، ويشحنون فيها النفوس المريضة التي تشبههم.
وللأسف حتى الآن ثمة فئة لا تعلم أن التنمر سلوك غير سليم يتّبعه أناس يمارسون العنف اللفظي الساخر، والذي هو أشد ضرراً وإيلاماً من العنف الجسدي، وهو ينتشر كالنار في الهشيم نتيجة سرعة انتشاره ووصوله على أجنحة وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.
إلى هؤلاء المرضى، إذا كان لديكم كلمة لطيفة وتعبيرات محبة وإيجابية، فكل الشكر والامتنان لكم، أما وأن تحرضوا على الفتنة والانتقام والثأر.. فالفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.
#صحيفة_الثورة