الثورة – فؤاد مسعد:
حراك سينمائي بروح شبابية بدأ يتلمس خطواته الأولى في سوريا الجديدة ضمن غاليري “زوايا” منذ منتصف الشهر الأول من العام الحالي، وكانت الانطلاقة بعرض فيلم “نجوم النهار” للمخرج أسامة محمد الذي كان ممنوعاً في سوريا، وتلاه عرضان سينمائيان ليرسّخ بذلك حضوره ضمن ساحة متعطشة لفعل سينمائي حقيقي يحترم الذائقة في الاختيارات وآلية العرض والنقاشات التي تُدار، في ظل غياب دور العرض السينمائي بشكل شبه كامل في سوريا.
النشاط الرابع الذي تم الإعلان عنه مؤخراً تظاهرة للأفلام القصيرة مُقسمة بين أفلام قديمة وتجارب أولى لمخرجين كبار وبين أفلام حديثة لشباب تناولوا الوضع السوري بطرق وأساليب ووجهات نظر مختلفة، وكان مقرراً أن تُعرض منذ أيام أربعة أفلام من التجارب الأولى لمخرجين كبار، هي: “بعيداً عن الوطن، محاولة عن سد الفرات، القنيطرة 74، خطوة خطوة”، ولكن تأجل العرض، ورغم ذلك، هي مناسبة لنقدم عبر السطور التالية أهم محاور الأفلام الأربعة.
الفيلم الوثائقي “بعيداً عن الوطن” إخراج قيس الزبيدي “1969”، يرصد جوانب من حياة اللاجئين الفلسطينيين الأطفال في مخيم سبينة بدمشق، عبر شهاداتهم عن رحلة لجوئهم، مسجلاً ردود أفعالهم وضحكاتهم، إضافة لمشاهد مؤثرة من داخل المخيم.
الفيلم الوثائقي “محاولة عن سد الفرات” إخراج عمر اميرالاي “1970”، يحكي عن عملية بناء سد الفرات، مظهرها صعوبة العمل والأرض العطشة المتشققة، ما يعكس أهمية إنجاز السد لري الأراضي الزراعية، كما يبرز جانباً من الحياة اليومية للناس وتراثهم وعاداتهم، وكيف كانوا ينتقلون بين ضفتي الفرات، ورافق الفيلم موسيقا وأغانٍ فلكلورية من تراث المنطقة.
الفيلم الوثائق الروائي “القنيطرة 74” سيناريو وإخراج محمد ملص، أداء نائلة الأطرش “1974”، جال فيه المخرج بكاميرته ضمن مدينة القنيطرة المدمرة من خلال امرأة تبحث عن صدى الناس الذين هجّروا، متلمسة روح المدينة، ولكنها لا تجد إلا الخراب والقليل من السكان.
الفيلم الوثائقي “خطوة خطوة” إخراج أسامة محمد “1978” يحكي عن قرية الرامة النائية في ريف اللاذقية، راصداً حياة سكانها ووجوههم البائسة، حيث يسود الجوع والفقر بصورته القاتمة، وبينما يحلم أطفالها بالمستقبل تبدو الأيام القادمة مُبهمة قاتمة وحاملةً للقهر والأسى، إنها نتيجة طبيعية للواقع المتردي.