المشروعات الصغيرة.. كيف نضمن نجاحها؟

الثورة – لقاء عبد الحميد غانم

 

يعد إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية في الصغر عاملاً مهماً يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق مستقبل أفضل للشباب، وملاذاً يقوم على الابتكار والمعرفة، وذلك كله كي يصبح قطاع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر محركاً فاعلاً لعملية التحول الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وتقدم المشروعات الصغيرة المزيد من فرص العمل، وتسهم في تشغيل ملايين الشباب ما يقلل نسبة البطالة، وعلاوة على ذلك، يُمكن لتلك المشروعات أن تُشارك في زيادة الاحتياطي النقدي من خلال تصدير بعض السلع، خاصة المنتجات الحرفية والغذائية.

 

“الثورة” تلقي الضوء على أهمية تلك المشروعات والعوائق التي تعترضها، ولهذا التقت مع الخبير الاقتصادي الرئيس التنفيذي لشركة روابط الحلول والأعمال رئيس مجلس أمناء اقتصاد ووطن الدكتور رازي محي الدين، وتحدثت معه حول هذه القضايا.

 

خلق فرص عمل

 

الدكتور محي الدين أكد أن المشروعات الصغيرة تعد رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، من حيث إنها تساعد على خلق فرص عمل كبيرة، وذات فائدة وقيمة اقتصادية للبلد، مشيراً إلى أن المجتمع السوري منتشر في كل أنحاء البلد، وليس متركزاً في المدن فقط، فهو منتشر في القرى والبلدات لذلك، فالمشروعات الصغيرة يمكنها أن تقدم حلاً لانتشار المجتمع السكاني السوري. وبيّن أن هذه المشروعات تساعد في تخفيض الاستيراد وزيادة الصادرات، لأنها تؤمن زيادة إنتاج السلع التي يحتاجها المجتمع المحلي، كما تساعد على تحسين سمعة سوريا بالمنتجات التراثية والسياحية المطلوبة في السوق العالمية وتوفير الخيارات والبدائل للمشروعات الكبيرة.

 

قيمة مضافة

 

وأوضح الدكتور محي الدين أن المشروعات الصغيرة والمتناهية بالصغر هي مشروعات حرفية بالأساس تعتمد على الإبداع الذاتي وتسويق التراث السوري وذات طلب عالٍ عالمياً، حيث تعتمد على الأمور الطبيعية وتشكيل قيمة مضافة عالية اقتصادياً، فهي قادرة على تأمين سلع كثيرة ذات قيمة وبأسعار منخفضة وبصفات جيدة.

 

دور تكميلي

 

ونوه بأن العديد من الدول ساهمت عبر هذه المشروعات الصغيرة في تحسين اقتصاداتها، من خلال تأمين فرص العمل ودعم الاقتصاد إلى جانب المشروعات الكبيرة التي تمثل الصخور الكبيرة للاقتصاد، لكنها لا تستطيع أن تغطي الأماكن الصغيرة، فتأتي المشروعات الصغيرة والمتناهية بالصغر لتكمل دور المشروعات الكبيرة في تعزيز الاقتصاد الوطني. ولفت إلى أن كثيراً من دول العالم اعتمدت في نهضتها وتطورها، ولاسيما دول جنوب شرق آسيا والصين والهند على المشروعات الصغيرة في تعزيز تطورها وتنميتها.

 

رفع كفاءة المجتمع

 

وأشار الدكتور محي الدين إلى دور هذه المشروعات في رفع كفاءة المجتمع وتحضره وتقدمه ورفع كفاءة الشباب والتخفيف من الجريمة والعادات السلبية والظواهر الاجتماعية السيئة، والحد من بؤر الفساد، وفي الوقت الذي تتعزز فيه تعزز الأخلاق والأعمال الحميدة. كما تساعد المشروعات الصغيرة على زيادة كفاءة الشباب ورفع معنوياتهم، وتخفيف من حدة الجريمة والفساد والحد من الظواهر السلبية وغير الأخلاقية في المجتمع.

 

خطورة البطالة

 

ونبه إلى خطورة انتشار البطالة لأنها ستكون بؤرة للتوترات والقلاقل في المجتمع، وستؤثر على أمنه واستقراره، وتفتح الباب واسعاً أمام الجريمة والفساد وانتشار جرائم القتل والسرقة وكل المشكلات والمنغصات التي تشكل سلباً على تماسك المجتمع وتحقيق السلم الأهلي.

 

فوائد

 

ومن فوائد المشروعات الصغيرة للمجتمع السوري، أشار الدكتور محي الدين، إلى أنها تفتح المجال أمام الاستفادة من قدرات المجتمع ومشاركتها بالتكامل مع القدرات الكبيرة للمجتمع في بناء الاقتصاد وتطوره، ويمكنها في المجتمع السوري أن تساهم في بناء البلد وتسريع عملية النهوض الاقتصادي، ومن هنا يمكن للمشروعات الصغيرة أن تدفع عجلة الاقتصاد.

 

معوقات

 

أما عن معوقات المشروعات الصغيرة، فأكد الدكتور محي الدين أن أهمها الارتفاع العالي في الرسوم والضرائب ما يتطلب تخفيفها، وكذلك التعقيدات في السجلات الإدارية ما يتطلب أن تكون أسرع وأسهل وذات مرونة أعلى، كما تتطلب أيضاً إلى عمليات التأهيل والتدريب، حيث هناك بعض المهن تحتاج إلى خبرات تعزيز للعمل وتطويره إلى خبرات إدارية أو مالية أو تسويقية، لذلك يحتاج الأمر إلى دعم مؤسسات تنموية لهذه المشروعات، ولفترات تدريب وحاضنات أعمال من ستة أشهر لسنة لانطلاق هذه المشروعات وتقويتها، فضلاً عن تأمين التمويل اللازم لهذه المشروعات ومساعدة الشباب لتأمين مصادر التمويل الخاصة لمشروعاتهم.

 

ضمان النجاح

 

وبين الدكتور محي الدين أن أكبر المخاطر التي تواجهها المشروعات الصغيرة، هي أنه بعد مرحلة الولادة، هناك جزء كبير من هذه المشاريع خاصة في مرحلة النظام البائد كانت تنهار أو تفلس نتيجة ضعف البيئة الحاضنة، ونتيجة ضعف التشبيك وضعف الكفاءات، وبالتالي لكي نضمن نجاح هذه المشروعات ونضمن هذه الأموال وهذه الرخص وهذه المزايا، ولكي

 

يتم تحويل المشروع من وليد إلى مشروع ناجح ،ونحن بحاجة لتشبيك وحاضنات أعمال وشركات تمكين الأعمال التي تساهم في نقل المشاريع من الولادة إلى الازدهار والانطلاق والإنتاج.وإن تقديم الدعم لقطاع المشروعات الصغيرة هو في دائرة اهتمام الجهات الحكومية عبروضع السياسات والبرامج اللازمة لتوفيرالبيئة التمكينية لها وتطويرآليات عملها، ومنها برنامج حاضنات الأعمال الذي تعنى بتدريب أشخاص على فرص عمل ممن ليس لديهم إمكانية إقامة مشاريعهم الخاصة، وأكثرهم من طلاب الجامعات.

آخر الأخبار
بيدرسون: على مجلس الأمن الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا Middle East Eye: احتلال إسرائيل لأراض سورية جديدة يعكس عقلية استعمارية توسعية The Conversation لماذا لا يعود العديد من اللاجئين السوريين إلى ديارهم؟ "التحالف الدولي" يعلن القضاء على أحد قياديي "داعش" في سوريا "لمسة وردية".. تقدير للأمهات في عيدهن مناقشة خطة تدريب سياسة صون الطفل مع منظمة "كيمونكس" إلى جانب العلاقات الثنائية.. فيدان يبحث في واشنطن غداً التطورات في سوريا ورفع العقوبات حرب التصريحات تتصاعد.. العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى أين؟ نقص السيولة وتعطّل الصرافات.. شكاوى على مكتب المصرف العقاري بالقنيطرة The New Arab: قيود عراقية تمنع ضباطاً سوريين سابقين من مغادرة معسكر التاجي "الأوروبي" ومصر: سندعم سوريا خلال المرحلة الراهنة الصفدي: على المجتمع الدولي اتخاذ موقف فاعل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا من نتائجه نشوء اقتصاد احتكار القلّة.. أسباب فشل التحوُّل إلى اقتصاد السّوق الاجتماعي في سوريا الملك الأردني يجدد دعم بلاده لسيادة ووحدة سوريا إسرائيل تدير ظهرها للقوانين الدولية تحت الحماية الأميركية من داخل مجلس الأمن.. إدانة عربية لاعتداءا... واشنطن تحدد مطالبها من سوريا وتتوقع رفع العقوبات أردوغان: الظلم الواقع على الفلسطينيين سينتهي كما انتهى على السوريين الأمم المتحدة تعلن عودة أكثر من مليون لاجئ إلى سوريا في رسالة إلى الشرع.. بوتين يؤكد استعداد روسيا لتطوير التعاون مع سوريا سوريا وألمانيا نحو علاقات صحيحة ومتوازنة الشرع يستقبل بيربوك.. وبرلين تعيد افتتاح سفارتها بدمشق