الثورة – لينا إسماعيل:
هل سمعت يوماً عن نهر “يزيد” في دمشق؟ وهل تعلم أين يوجد زقاق النواعير؟، هو ليس في محافظة حماة كما قد يتبادر إلى الذهن، وربما تعجب إذا علمت أنه يقع في حي الشيخ محي الدين في دمشق، فما أصل الحكاية؟.
يعتبر نهر “يزيد” أعلى فروع نهر بردى، ولذلك كان أنظفها ماء، وأكثرها عذوبة، وبردى الذي ينبع من سهل الزبداني يتدفق منذ أقدم العصور نحو دمشق، وقريباً من قرية الهامة “12 كم” عن أقدم عاصمة في التاريخ، ينفصل عن نهر بردى فرع “يزيد” ليعتلي سفح جبل قاسيون الأشم، متدفقًا نحو “دُمّر” ثم “الربوة” ويتحد مع فرع “ثورا” ببعض مائه ليشكل معه شلالات لطالما انهمرت على الصخور وعلى امتداد الربوة في أيام عطاء نهر بردى وشبابه. ثم يواصل النهر تقدمه باتجاه الصالحية في أعالي دمشق، حيث كان الناس يسقون حدائقهم، ويتابع بعدها مسيرته إلى الغوطة ليرويها ويمنحها الخضرة والجمال.
ويعود اسم نهر “يزيد” إلى الخليفة الأموي الثاني في دمشق يزيد بن معاوية “60- 64” هجري، وعُرف باهتمامه بالنهر والعناية به. فقام بتجديد سريره وتعميق مجراه، كما بنى جدرانه، فحافظ النهر بذلك على صفاء مياهه وعذوبتها. وغدت منطقة الصالحية بفضل مروره فيها في ذلك العهد أجمل مناطق دمشق رونقًا وروعة.
أما زقاق النواعير فيقع في حي “الشيخ محي الدين” الذي ضم في ذات العهد مجموعة من الأزقة، كان أكثرها تميزاً “زقاق النواعير” وذلك لأنه يكشف رؤية النواعير التي انتشرت حينها على نهر “يزيد” من بداية حي الشيخ محي الدين وحتى حي العفيف في قلب جبل قاسيون الذي تجتمع فيه ومن حوله عراقة التاريخ مع جمال الطبيعة الخلابة، عبر مزيج طبيعي فريد من الانسجام والتكامل.