ما هو الفائض السلوكي الذي تحدّثت عنه الكاتبة الأمريكية “شوشانا زوبوف” في كتابها (عصر رأسمالية المراقبة)..؟
هو كل ما يتم جمعه من بيانات ومعلومات حول أفكارنا وأقوالنا على مواقع التواصل لتحقيق الربح بجعلها نوعاً من سلعٍ في أسواق جديدة أساسها التنبؤ بكل احتياجاتنا.
فشركات التكنولوجيا الكبرى تقوم بتسليع (الحياة الفردية الخاصة).
وتفسّر أن تلك الشركات تحوّل ما كان خارج إطار السوق إلى سلع.. أي أن السلوكيات البشرية التي اختزلت إلى “ضغطات” على المنصّات الرقمية مثل فيسبوك وغوغل، تمّ تحويلها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى تنبؤات سلوكية.
تقول: “صرنا نتكهن بسلوك المستهلكين في المتاجر الكبرى وبعاداتهم الغذائية والصحية… خلقنا آلات تتغذّى بالمعطيات لغاية التكهن بالسلوكيات اليومية للأفراد”.
في ظل واقع “رقمي” يقوم على تسليع سلوكياتنا، ماذا عن خصوصيتنا..؟
هل نحن أحرار فيما نقوم به على المنصات التي يعتبرها البعض أسواق العصر الحالي..؟
هل نمتلك الخيار حقاً في ظل واقع نشبك فيه مختلف تفاصيل يومياتنا مع منصات توهمنا أنها تقدّم خدمات بينما في العمق تنتزع منا شيئاً من حميمية خصوصيتنا.. ومن قدرتنا على امتلاك الاختيار وبالتالي القرار..؟
نحن في عصر جديد من قوة ناعمة رقمية تتغلغل في حياتنا دون سابق إنذار.. تتمثل بكبريات شركات التكنولوجيا التي تراقب”سلوكياتنا” وتتنبأ بها.. وكأنها تصنعها.
وكأننا مسيّرون رقمياً..
وكأننا أصبحنا في زمن تحوّل فيه “الفائض السلوكي” إلى فعل أساسي في حياتنا الواقعية.. وبالتالي لم يعد فائضاً.. بل محرّك جوهري ليومنا.