الثورة – فؤاد الوادي:
وقع 37 نائباً برلمانياً بريطانياً، بينهم 10 من حزب العمال، على رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر يدعونه فيها إلى فتح تحقيق مستقل حول دور الحكومة البريطانية في الحرب على غزة، وذلك وفقاً لموقع قناة ” سكاي نيوز”.
وطالبت الرسالة التي بادر بها زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربين، بإجراء تحقيق شامل يتمتع بصلاحيات قانونية لكشف الحقيقة.. ومن بين الموقعين على الرسالة، نواب العمال الجدد بريان ليشمان وستيف وذرين اللذان فازا في الانتخابات التشريعية الأخيرة في تموز الماضي، إلى جانب نواب اليسار داخل الحزب مثل ديان آبوت وزارا سلطانة وناديا ويتوم.. وحظيت الرسالة بدعم نواب من أحزاب أخرى، مثل الحزب الوطني الأسكتلندي و”بلاد كامري” و”شين فين”، إضافة إلى أعضاء في مجلس اللوردات.ويأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بـ”الرقابة والمنع” بعد رفضها دخول نائبتين من حزب العمال ثم ترحيلهما، وكانتا ضمن وفد برلماني يزور الأراضي المحتلة.
وقد برر الاحتلال قراره بالاشتباه في أن النائبتين تهدفان إلى “تحريض نشطاء معادين لإسرائيل” ونشر “خطاب كراهية”.. بينما أكدت النائبتان أنهما كانتا في زيارة لمشاريع إغاثة إنسانية في الضفة الغربية، وحظيتا بدعم وزير الخارجية ديفيد لامي الذي وصف القرار بأنه غير مقبول.
من جهة أخرى، يواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بعد حادثة مقتل 15 عاملاً في المجال الإنساني قرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة في 23 آذار الماضي، ودفن جثثهم في مقبرة جماعية، وفقاً لمسؤول الأمم المتحدة جوناثان ويتول. بينما ادعت تحقيقات أولية للاحتلال بأن قواته أطلقت النار على مجموعة مركبات، بينها سيارات إسعاف، بسبب شعورها بتهديد محتمل بعد مواجهات سابقة في المنطقة، مشيرة إلى أن ستة من الشهداء تم بحسب زعم الاحتلال تحديد هوياتهم من حماس دون تقديم أدلة.
وفي سياق متصل، كشفت الرسالة عن انقسامات داخل حزب العمال حول موقفه من الحرب على غزة، خاصة بعد تصريحات ستارمر التي اعتُبرت داعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على القطاع، والتي تراجع عنها لاحقاً مؤكداً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فقط.. واتهم كوربين، الذي يجلس في البرلمان كمستقل بعد منعه من الترشح باسم العمال، الحكومة البريطانية بـالتعتيم والتجاهل في الرد على استفساراته حول استمرار مبيعات مكونات طائرات إف-35 للاحتلال ودور القواعد العسكرية البريطانية، والتعريف القانوني للإبادة الجماعية.. وحذر من أن التاريخ قد يعيد نفسه، في إشارة إلى تقرير تشيلكوت حول حرب العراق الذي كشف اعتماد بريطانيا على معلومات استخباراتية خاطئة قبل غزو العراق عام 2003، وانتقد دور رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير في تلك الحرب.