مما لاشك فيه أن الثبات على أمر ما والتقوقع عنده لدرجة عدم القدرة على المغادرة، يعني الموت السريري والفكري.
فما من شيء على هذه الأرض إلا ويتغير بمقدار ما، قد يكون التغير تطوراً إيجابياً، وهذا ما يجب أن يكون، فالتمسك بشيء واحد من دون القدرة على التجديد والتطور قد يؤدي إلى جمود فكري، والحياة تتطلب مرونة واستكشافاً مستمراً، ولاسيما أن التغيير هو الذي يغني ويبقي العقل.
والمجتمعات هكذا تماماً.. تتغير نحو الأفضل، يقتلها الجمود إذا لم يكن مفكروها وقادتها ومثقفوها على قدر من علو التفكير، ويساهمون بشكل كبير في بناء المجتمع والإنسان، سلاحهم في ذلك الوعي والتنوير، وربما تقاوم المجتمعات فكرة التغيير، ولكن لابد منها.
في سوريا اليوم نعبر مرحلة مهمة في التغيير والانطلاق نحو الغد، وهذا ما بدا واضحاً للعيان، ربما تحدث بعض الأمور هنا وهناك، وهذا ممكن وربما طبيعي، ولكن يجب تجاوزه إلى أن نكون معاً في صف واحد، ويداً واحدة قادرة على أن تجترح المعجزات، وهذا ليس ببعيد عن شعبنا، وخطوات ما نراه الآن تدل على ذلك.
نعم، سنسير إلى الأمام لنبني ونعمّر ونعطي ونقدم كل ما نستطيع.. فهذا وطننا وهذا عزنا وكرامتنا وهويتنا التي لن نتخلى عنها.