الدكتور عجاج سليم لـ “الثورة”: مونودراما “وصية مريم” تعبُر إلى داخل أرواح السوريين

الثورة – فؤاد مسعد:

تًعرض مساء اليوم مسرحية المونودراما “وصية مريم” على خشبة مسرح “دبا الفجيرة” ضمن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي يستمر حتى الثامن عشر من الشهر الحالي، والعرض من إخراج وسينوغرافيا الدكتور عجاج سليم، تأليف جمال آدم، تمثيل الفنان محمد حداقي، إنتاج خاص بدعم من دائرة الثقافة في إمارة الفجيرة.

حفل تاريخ الدكتور عجاج سليم بأعمال مسرحية هامة، حققت حضورها وبقيت بصمة راسخة على خشبة متجددة ونابضة بالحياة، وفي عمله الأحدث “وصية مريم” الذي سيشهد مهرجان الفجيرة عرضه الأول، تتداعى العديد من الأسئلة إلى الذهن حول ماهية الحكاية، والحلول الإخراجية ضمن فضاء مسرحي يملؤه ممثل واحد فقط، والسعي إلى إظهار الصراعات الداخلية التي تعيشها الشخصية وكيفية إظهار عوالمها الدفينة، ومدى تقاطع الخاص مع العام.

 

الغوص للعمق

البداية كانت من المحور الرئيسي للمسرحية، تحدث المخرج الدكتور عجاج سليم قائلاً: “يتحدث النص عن شخصية تدعى الكاتب جليدان، دلالة قوة الجلد والتحمل التي تتمتع بها شخصية بطل العرض، وهو النموذج الواضح للمواطن السوري الذي حمل، ولا يزال، هموم العالم في بلد يتمتع بوافر الخيرات، ولكن نظام الاستعباد الذي امتد ظلامه وظلمه لأكثر من 60 عاماً ضاعت فيه حقوق الشعب وزادت معاناته، ثم جاءت سنوات الحرب الـ 14 لتعمق الألم وتشتت الأسر ويعم الفقر والذل الممنهج، ويتشرذم الشعب السوري في أرجاء العالم، وتعلق صور الشهداء في كل بيت، وكل قرية ومدينة، وذلك كله من أجل استمرار حكم الطغيان”.

ويشير إلى أن أحداث الحرب التي يعرفها القاصي والداني، لا يتعرض لها العمل المسرحي إلا على مستوى الخبر أو من خلال عرض قصص أو حكايات مرت على الناس خلال الحرب.

يقول: “هنا نستطيع القول: إن نص المسرحية، ولخصوصية الكتابة للمونودراما، يغوص في أعماق بطل العرض من خلال أحداث عاشها جليدان بشكل يكثف آلام، وهو نموذج السوري المُتعب من الموت والجوع والذل الممنهج، داخل وخارج وطنه”.

الساعات الأخيرة

ويوضح أن العرض يُقدم بطله في ساعاته الأخيرة على كوكب الأرض، وهو الذي يصرخ بالموت أن يحضر وينتشله من آلامه.

يقول الدكتور عجاج سليم: “هي تراجيديا السوري، الذي هرب من الموت وحاول الدخول إلى إحدى الدول الشقيقة، ولكن بسبب الشروط التعجيزية للسماح بدخوله يحاول العودة إلى بلده، لكنه لا يستطيع، وهو السجين السابق الهارب من جحيم الحرب، فيعلق على الحدود بين البلدين بانتظار نهاية، سعيدة كانت أم حزينة.

ويتابع: “وحيداً مع أحذية الأطفال الذين كان يدفنهم ويحتفظ بأحذيتهم، وهو المدرس السابق، يقضي أيامه لا جليس معه إلا الأحذية، أو صوت إطلاق النار، أو مرور المهربين بين البلدين، وهم مصدر طعامه بإحسانهم ‘ذا شاؤوا أن يحسنوا إليه”.

تحضيرات العمل

حول التحضير الذي سبق العمل، يؤكد أنه كان عبارة عن ورشة عملية على النص من أجل صياغة نص المسرحية النهائي والغوص في أبعاد وأعماق الشخصية للوصول إلى عرض يُقدم البطل “جليدان”، وهو الشخصية المكثفة لأوضاع كل سوري حر، لافتاً إلى أنه رفض الاستكانة أو الخضوع لأوامر الواقع المخزي أثناء حكم الطغيان، مشيراً إلى أن الورشة “البروفات” كانت تتم بمشاركة المؤلف والممثل والمخرج، “لتكون النتيجة التي قدمناها برضا عن النفس مصدره أننا جميعاً عشناً الآلام والمعاناة نفسها”.

عن النص يقول: “المؤلف جمال آدم ومن خلال التقاطه الذكي لفكرة عيش الشخصية على الحدود مع أحذية الأطفال “رمز البراءة”، والتي هي ربما حدود بين الواقع والحلم بين الألم والبحث عن الراحة، بين العدل والظلم، استطاع أن يعبر بالنص وبعبارات بليغة إلى داخل أرواح السوريين، وينطق باسمهم”.

أدق الإشارات

أما أداء الفنان محمد حداقي للشخصية فوصفه بالحساس والمرهف والراقي لممثل موهوب، ليلتقط أدق الإشارات الصادرة من أعماق الشخصية، ويعبر بها من اللاوعي الخاص بالشخصية من خلال روحه. ليبدو وكأنه يجسد معاناته الشخصية، ويشير المخرج إلى إيمانه أن كل من سيرى العرض سيكون راضياً على أداء “محمد” المتميز، رغم ما سيشعر به من تعاطف أو حزن أو حب للشخصية، مبيناً أن الفنان محمد حداقي يعود هنا للمسرح متألقاً، ناشراً عطر موهبته وعبير روحه الشفافة.

الرؤيا الإخراجية

وفيما يتعلق بالرؤيا والحلول الإخراجية، يقول الدكتور عجاج: “تجربة العمل الإخراجي للنص المونودرامي تجربة صعبة، وامتحان لقدرات أي مخرج، فهنا على المخرج أن يتغلغل في روح الممثل، وأن تتجسد حلوله الإخراجية من خلال رسم أدق التفاصيل، في الحركة أو الفعل التمثيلي أو الحس والشعور الدقيق، من دون أي فذلكة أو استعراض للعضلات الإخراجية، لأن وقوف الممثل لوحده على الخشبة لا يضمن نجاحه، إلا طاقة وجهد وموهبة المخرج التي تظهر من خلال أداء الممثل المتميز”.

آخر الأخبار
انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة الاحتلال يقتل 15 صحفياً فلسطينياً بأقل من 4 أشهر درعا: مناقشة خطط زراعة البطاطا في المحافظة خطة لدعم التجارة الخارجية وإرساء اقتصاد السوق الحر في ظلّ تداولات وهمية.. سعيد لـ"الثورة": وضع إطار تشريعي للتعامل بـ"الفوركس" الفنادق التراثية.. تجربة مشوقة للإقامة داخل المدن القديمة "مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات مصادرة أسلحة في الصنمين مخبز بلدة السهوة.. أعطاله متكررة والخبز السياحي يرهق الأهالي