يعبق نيسان هذا العام بأعياد كريمة، فكان عيد الفطر السعيد، واليوم نحتفل بعيد الفصح المجيد, السوريون على مساحة الجغرافية السورية يعيشون معاً صفاً واحدة تجسدهم معاني النبل والعطاء.
لاشك أن للعيد هذا العام طعم آخر, فسوريا قبل التحرير ليست كما هي ما بعد التحرير, تسير في دمشق لترى الشوارع والطرق والحدائق بأبهى حلتها الجمالية, ترى بهجة من نوع آخر حيث الفرح والابتسامة على وجوه السوريين, شموع المحبة تضاء لأجل سوريا, الأطفال يجوبون الشوارع ليعبروا عن فرحهم ببهجة العيد وجماله وقدسيته, رائحة الكعك نشتمها عن بعد، وهي على أسوار البيوت وداخل ذكرياتنا ووجداننا نستعيد جمالها وبهجتها في كل عام.
من دمشق إلى حمص وحماة واللاذقية وحلب وإدلب ودرعا والسويداء… السوريون في كل مكان يرسمون يومياتهم كفرصة لتجديد العلاقات واتصال ما انقطع من صلة الأرحام, يربطهم شريان واحد هو شريان الحياة والأمل بقادم أجمل، يحرصون على بعضهم مهما باعدتهم ظروف الحياة, يباركون لبعضهم بمجيء العيد، كل بما استطاع من طيب الكلام والفِعال.
سوريا اليوم تسير نحو غد مشرق وهذا ما بدا لنا من انطلاقة حقيقية نشهدها بعد التحرير والانتصار, المفتاح الرئيسي كي نتعايش هو التفاهم والسلام, والنظر بعين التسامح الذي يترك أثره الطيب الكبير والصادق على القلوب والأرواح, ويقوي فرصنا إلى النجاح والاستمرارية.
سنبقى مؤمنين بوطننا، نسير يداً بيد خلف الحق الذي لا يقبل المساومة, عنواننا البناء والمحبة، فسوريا وطننا وأرضنا وهويتنا وصوتنا الذي لا يلين ولا ينكسر .