بقلم الطالبة المبدعة، ميار أيمن المراد:
في صباحٍ نديّ وجميل، كان الحلزون الصغير فُضولي يزحف بين الأعشاب بهدوء، يتأمل الدنيا من حوله. كان اسمه “فُضولي” لأنه يحب أن يعرف كل شيء، ولا يترك شيئاً غريباً إلا ويحاول اكتشافه. وبينما هو يزحف، لَمَحَ من بعيد شيئاً يلمع تحت الشمس ويعطي انعكاساً وبريقاً جميلاً!..”ما هذا؟!” تمتم فضولي بدهشة، “إنه يلمع كأنه نجمة سقطت على الأرض!”، شده المنظر، فزحف نحوه بحماسة، متخيلاً أنه وجد شيئاً ثميناً.
لكن مع كل زحف، كان يشعر بخدش صغير في جلده الطري… لم يهتم، وأكمل طريقه، حتى وصل أخيراً إلى الشيء اللامع، ونظر إليه عن قرب.. لقد كانت قطعة زجاج مكسورة! حادة وخطيرة!.
توقّف فضولي فجأة، ونظر إلى نفسه، فوجد أن جسده مُغطى بالخدوش الصغيرة، وبعض الدماء تسيل منه، شعر بالألم والخوف.. لم يكن يتوقّع أن الفضول سيؤذيه. عاد إلى بيته بهدوء، وتعلّم درساً لن ينساه أبداً:”ليس كل شيء غريب يستحق الاقتراب.. أحياناً، التريّث أفضل من التهور.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح فُضولي أكثر حذراً، لا يقترب من شيء لا يعرفه إلا بعد أن يسأل أو يفكر جيداً.