تحت طاولة المفاوضات يترقب الشرق الأوسط مواعيد اللقاء بين طهران وواشنطن، ينصت جيداً الى طبقات الصوت وحدته بين الجالسين.. يتفحص جيداً هل لايزال صوت مفاوض إيران النووي عباس عرقجي يحمل نبرة التهديد ذاتها يوم كان الحرس الثوري موجوداً في قرار أربع عواصم عربية.. هل بقيت نبرة الصوت ذاتها بعد أن خرجت إيران من سورية وتحررت دمشق وفرط عقد المحور الذي صنعته إيران وجلست تحيك مصالحها فوق دماء أبنائه ؟؟ على ماذا تبازر طهران في مفاوضاتها مع واشنطن؟، نتنياهو يترقب أيضاً مواعيد عرقجي وستيف ويتكوف بملامح متناقضة فهو مطمئن أن واشنطن تقود مفاوضاتها فوق حطام ما كان يوماً يعرف بمحور المقاومة وأن موقع القوة في هذا التفاوض لأميركا ولن تلوى يدها بالتسلل الإيراني الى مساحات جغرافية في أربع دول عربية تحاصر هذا التفاوض، لكن نتنياهو قلق أيضاً لأن المايسترو لهذه الحفلة التفاوضية هو دونالد ترامب رجل المفاجآت الذي يغير النوتة كلها مرة واحدة.
لا أحد يعرف كيف يفكر ترامب؛ رجل يقنص الفرص على حافة الهاوية، وعلى حافة الهاوية أيضاً قد يرمي أي فرصة أخيرة ..رجل بمزاج سياسي خاص يعترف بعبقرية الفكرة السياسية ويمتدحها حتى لو من أعدائه.. رجل قد يعجب بالشياطين السياسية وقدرتها على دخول فردوسه لذلك لايطمئن له زلنسكي في أوكرانيا ولا حتى نتنياهو، لكن الأخير يعرف أن ترامب لن يبيع “إسرائيل” حتى لو أهدى وقف إطلاق النار في أوكرانيا لبوتين، فماذا ينفع واشنطن لو ربحت الشرق الأوسط وخسرت “إسرائيل” حينها ستخسر نفسها، فـ”إسرائيل” هي أميركا الصغرى المزروعة في المنطقة.
لذلك وأكثر ينظر نتنياهو الى المفاوضات بين واشنطن وطهران على أنها ميتة ولكن يخاف أن ينعشها صديقه ترامب إن وجد فيها مجالاً للربح السياسي حتى لو كان ضئيلاً.. ويعلم نتنياهو أن الدخان الذي خرج من انفجار الميناء في إيران هو ذاته بلونه الأسود قد يخرج من المفاوضات إلا أن هامش الخوف يبقى فقط لأن ترامب رجل الاتفاقات غير المتوقعة، بينما نتنياهو متسول الحروب والقتل، فالسلام ليس في قاموسه.

السابق