ليس من المبالغة أن نقول إن سوريا ستنهض من جديد بعد أن انتصرت انتصاراً مدهشاً على النظام البائد، وها هي اليوم تحظى بالتأييد الإقليمي و الدولي، والعقوبات ستكون من الماضي ،ومن اليوم تعمل للحفاظ على وحدتها كاملة، وتسير بخطوات مدروسة وثابتة على سكة التنمية، وإنعاش اقتصادها، وكل قنوات العمل والإنتاج بشتى المجالات..
فالأدوار الصعبة والمهمات الجسام في أي منعطف تاريخي لأي بلد، لا يقوم بها ولا يؤديها أو يتصدر لها إلا ذوو العزيمة وأصحاب الإرادة، من المخلصين الصادقين، ممن امتلكوا وعياً وطنياً خالصاً، فانحازوا مختارين لوطنهم وقضيته العادلة، لذا مثل هؤلاء لن تعرف لهم الهزيمة طريقًا، ولن يهنوا أو يضعفوا ما داموا على الحق وبالحق..
قُدِّر لأبناء سوريا أن يكونوا رجال هذه المرحلة المهمة التي يمرّ بها وطننا، لينافحوا قوى الظلام، ويبددوا ليله الطويل ،فنالوا الحرية، وها هم اليوم يتابعون السير لإعادة ما تهدم بكل حكمة واقتدار ..فلا يخفى على أحد أن السوريين ولدوا رجالاً منتجين يواصلون الليل بالنهار بعزيمة لن تفتر وإصرار لا يوازيه أي إصرار..
هم رجال في الحقل، هم منتجون وراء خطوط الإنتاج ،بارعون بالتجارة، مهرة بكل مرافق ومناحي الحياة، لهم باع طويل في سفر الأكاديميات والجامعات الدولية ،فسجلُّ السوريين حافل بانتصارات علمية متقدمة في كل حقول العلم ..
عانوا سنوات عجافًا كلها دم ودمار وضيق وجوع وتهجير، وظلوا يبثُّون الأمل، وعيونهم ترنو إلى صناعة مجد حريتهم التي نالوها بعزيمة أبنائهم بعد ما ذاقوا العذاب..
سوريا اليوم تولد من جديد ،والسوريون سيكسبون ليس جولة الأمل والعمل والتغيير،بل كل الجولات القادمة هي لهم ،لأنهم يملكون إرادة وعزيمة وإرثاً قلّ نظيره..
الرهان على أنّ السوريين سينجحون رهان مضمون ،هم صناع مجدٍ في كل الساحات والقطاعات، وتاريخهم يشهد بذلك .. سوريا سوف تستمر في النهوض بحكم إرادة شعبها، وتوجه قيادتها التي أدركت أنّها لا تستطيع بناء دولة عصرية دون سيادة القانون وتفعيل المؤسسات ولصالح جميع أبناء الشعب..