لكون الشباب هم عماد المستقبل، وعصب الأمة وأمانتها، فإن الحفاظ عليهم وتوجيههم واجب لا يعادله آخر، وهدف تسمو به الأمم وتعلو إلى مراتب المجد، وإذا سلمت عقول الشباب من الأذى سلم المجتمع وارتقى إلى العلياء.
هذا الكلام قد يظنه البعض مجرد تنظير، لكن الحقيقة غير ذلك، ولاسيما في ظل الغزو الثقافي الخارجي الذي يستهدف عقول هؤلاء وحرفهم عن البوصلة الحقيقية، في خطوة أولى لتجنيدهم من أجل تحقيق غاياته الدنيئة في السيطرة على الدول والجماعات والأفراد، والاستحواذ على تفكيرهم وتوجيههم لتنفيذ مشاريع الهيمنة والسيطرة التي تنشده الدول القائمة عليه.
فالتوجيه السليم قوة بناءة، وإذا ما ترك هؤلاء الشباب بلا رعاية أو توجيه، أصبحوا عرضة للتطرف أو التشدد والتقليد الأعمى، الذي بات الخطر الأكبر على مجتمعنا ودولتنا الناهضة والتي تؤسس لمرحلة جديدة عامرة بالحب والتسامح والإيمان والعدالة الانتقالية، ولهذا لابد من تربية الشباب على الأخلاق الحميدة وقبول الآخر والانسجام معه، لأنه لا بناء مع التطرف، ولا حرية مع الاتهام والتخوين والانتقام.
فضلاً عن ذلك لابد من تقوية البدن والعقل وتنمية حب العلم والعمل، العلم النافع الذي يغذي الروح ويغرس الفضائل، والعمل الذي ينفع الآخرين ويحميهم ويرسّخ الأمن في نفوسهم، ولا يرهبهم أو يكون سبباً في قلقهم وتخويفهم.
أمن البلاد اليوم وإعمارها يتوقف عليهم، وهنا يكمن موقف رجال الدين والفكر والتربية والتعليم والأسرة متحدين لإنشاء جيل يسوده الصلاح والصدق.
