الثورة – جهاد اصطيف:
أقام نادي اللا مكان الثقافي بالتعاون مع منظمة بسمة وزيتونة فعالية، بعنوان: “سينما من أجل السلام”، وذلك ضمن مبادرة الوفاء لحلب، وتم عرض فيلم “الدائرة الكاملة” في مصبنة الزنابيلي بالمدينة القديمة في حلب.
وأوضح مدير منطقة حلب في منظمة بسمة وزيتونة حسام فرج حديثه لصحيفة “الثورة” أن هذا العرض يأتي كواحد من سلسلة عروض تقدمها مبادرة “ورشة”، ضمن إطار حملة الوفاء لحلب، وتشمل خمسة أفلام تُسلّط الضوء على قضايا وتجارب دولية، تتناول موضوعات العنف ونهاياته، في مقابل السلام وغاياته النبيلة.
وأشار إلى أن فيلم “الدائرة الكاملة” يعالج موضوع التضحية من أجل الآخر، من خلال قصة بطل الفيلم الذي ترفض زوجته وابنته البقاء معه وتدعوانه للهجرة نتيجة الحرب، لكنه يصرّ على البقاء في أرضه وحقله، ليتحول لاحقاً إلى ملجأ لطفلين صغيرين يساعدهما بدافع إنساني خالص، في رسالة صادقة تعبّر عن قيمة السلام والتعايش مع الآخر.
وأضاف فرج: إن منظمة بسمة وزيتونة بدأت عملها في حلب من خلال التفاعل مع مجموعة من الشباب والشابات، وخرجت من خلال جلسات حواريّة وتحليل بيانات بخمس مبادرات، من بينها مبادرة “ورشة” التي حملت عنوان “سينما من أجل السلام”، موضحاً أن المنظمة لم تتدخل في تنفيذ المبادرة، بل اكتفت بتوجيه الفريق ودعمه للوصول إلى الشكل النهائي للفعالية.
من جهته، قال مدير نادي اللا مكان الثقافي أنطوان مقدسي: إن النادي انطلق من حلب قبل نحو عام، وتمكّن بعد التحرير من تنفيذ نشاطاته بشكل فعلي وفعّال، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو تعريف الشباب الحلبي بمدينتهم، ومن ثم الانتقال إلى باقي مناطق سوريا.
وأكد أهمية دور الفريق رغم وجود عدد كبير من المراكز الثقافية في المحافظة، والتي غالباً ما تفتقر إلى الروح، مشدداً على ضرورة تحويل الثقافة إلى جزء من حركة الشارع اليومية، موضحاً أن التعاون مع منظمة “بسمة وزيتونة” ساعد في تنفيذ الفعالية، والتي ستكون شهرية ومتنقلة، بهدف جمع شباب من مختلف المناطق، سواء من المدينة أم الريف، ليتابعوا الأفلام ويناقشوها بحرية، بعيداً عن أجواء الخلاف، ويعبّروا عن مشاعرهم وذكرياتهم، أو يصنعوا ذكريات جديدة في أماكن متنوعة داخل المدينة.
واختتم مقدسي بالحديث عن “مصبنة الزنابيلي”، المكان الذي استضاف الفعالية، مشيراً إلى ما تعرّضت له من أضرار جسيمة بسبب الحرب والزلزال، وقال: إن إقامة العرض فيها يُعدّ عربون محبة وتقدير لروح صاحبها الراحل “صفوان زنابيلي”، فهي ببساطة تمثل سوريا، وتجسد صورة صمود الحلبيين وحبهم للحياة.
الجدير بالذكر أن الفعالية بدأت بعرض برومو تفصيلي يوثّق الدمار الذي لحق بمدينة حلب خلال السنوات الماضية على يد النظام المخلوع، تلاه عرض آخر يعرّف بتاريخ المصبنة الأثرية التي احتضنت الفعالية.