الثورة _ترجمة ختام أحمد:
أعلنت السلطات السورية عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية والتي تشمل مكافحة تهريب المخدرات والبشر عبر الحدود في إطار سعيها لتحسين العلاقات مع الدول الغربية التي رفعت العقوبات، في ظل سعيها لإعادة بناء البلاد بعد نحو 14 عاما من اندلاع الحرب المدمرة، وأشادت السلطات الجديدة في دمشق برفع واشنطن للعقوبات الأميركية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن هذه الخطوة رسميا خلال جولته الخليجية هذا الشهر والتي صافح خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا أن إعادة هيكلة وزارة الداخلية شملت إصلاحات وإنشاء “مؤسسة أمنية مدنية حديثة تعتمد الشفافية وتحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان”، وقال في مؤتمر صحفي: إن ذلك يتضمن إنشاء إدارة لشكاوى المواطنين ودمج جهاز الشرطة والأمن العام في قيادة الأمن الداخلي.
وقال البابا: إن هيئة أمن الحدود البرية والبحرية السورية ستكون مكلفة “بمكافحة الأنشطة غير القانونية، وخاصة شبكات تهريب المخدرات والبشر”، وأضاف أن إعادة الهيكلة تتضمن “تعزيز دور إدارة مكافحة المخدرات وتطوير أهميتها داخل سورية وخارجها” بعد أن أصبحت البلاد مصدراً رئيسياً لمادة الكبتاغون المنشط غير المشروع.
وستتولى إدارة أخرى مسؤولية تأمين المنشآت الحكومية والبعثات الأجنبية، مع إعادة فتح السفارات في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول، وستعمل هيئة شرطة السياحة على تأمين الزوار والمواقع السياحية في الوقت الذي تسعى فيه الدولة التي مزقتها الحرب- والتي تضم مواقع التراث العالمي الشهيرة لليونسكو- إلى إعادة إطلاق السياحة.
ورحبت وزارة الخارجية السورية برفع واشنطن للعقوبات، ووصفت الخطوة بأنها “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيسيلي: إن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات كانت “ذات أهمية حاسمة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي رفع عقوباته الاقتصادية على سوريا في وقت سابق من الشهر الجاري، والتقى الشرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت في ثالث زيارة له إلى تركيا منذ توليه السلطة في زيارة لمناقشة “القضايا المشتركة”، بحسب الرئاسة السورية،وتعد أنقرة أحد الداعمين الرئيسيين للسلطات السورية الجديدة.
وقال ترامب: إنه يريد منح حكام سوريا الجدد “فرصة العظمة” بعد إطاحتهم بالأسد، وفي إسطنبول، التقى الشرع السفير الأميركي في تركيا، الذي يعمل أيضاً مبعوثاً لواشنطن إلى سوريا، وفي بيان له، قال توم باراك: “إن هدف الرئيس ترامب هو تمكين الحكومة الجديدة من تهيئة الظروف للشعب السوري ليس فقط للبقاء على قيد الحياة بل وللازدهار”، وأضاف أن ذلك من شأنه أن يساعد في تحقيق “الهدف الأساسي” لواشنطن وهو ضمان “الهزيمة الدائمة” لتنظيم داعش.
فرضت الولايات المتحدة العقوبات على سوريا لأول مرة في عام 1979 في عهد حافظ الأسد، والد بشار الأسد، وقد توسعت هذه العقوبات بشكل حاد بعد أن أدى القمع الدموي للاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011 إلى اندلاع الحرب في سوريا.
وتسعى الإدارة الجديدة إلى بناء علاقات مع الغرب وإلغاء العقوبات.
المصدر _ The NewArab