الناس للناس ما دام الوفاء بهم، والعسر واليسر أوقات وساعات، ليست مجرد كلمات قيلت جزافاً، إنما تحمل في ثناياها معاني عميقة.
السوريون اليوم يمثلون أسمى معاني التعاون والإحساس بالغير، ويعيشون أيامهم متكافلين متضامنين لمواجهة الظروف التي ورثها النظام المخلوع، ويثبتون كل يوم أن قلوبهم ملأى بالحب، يحتضنون بعضهم لمواجهة أي طارئ قد يلم بهم.
المبادرات المجتمعية التي يحرص عليها الناس، سواء من خلال جمع التبرعات، أم الجمعيات الخيرية، أم من خلال المغتربين الذين يعيشون جسداً في غربتهم، ولكن أرواحهم معلقة بأهاليهم وذويهم، مجسدين معاني صلاة القربى والرحم وحتى من هم أبعد عن تلك الصلة.
السوريون اليوم يتقاسمون الرغيف والماء، والمواد الغذائية والدواء، ويعبّرون من خلال تلك المبادرات عن أصالتهم ونبلهم وطيب أخلاقهم، ويؤكدون للعالم أنهم قلب واحد ويد واحدة لتجاوز الظروف الصعبة والتي تعرقل مسيرة حياتهم.
هذه العادات ليست بجديدة على السوريين في كلّ الأصقاع، ويشهد لهم بالكرم والطيب، وإغاثة الملهوف، وما يحصل معهم كل يوم يؤكد ذلك، حتى الذين لا يقدرون على المساهمة، قد يشاركون بوجودهم عبر التوزيع، أو يشجعون على فعل الخير، والدال على الأخير كفاعله، وحتماً في ميزان الحسنات، وكل ساعة تُقضى في خدمة الآخرين بالتأكيد تُعد عبادة.