الثورة – مالك صقر:
لم يعد الاستثمار الرياضي ترفاً أو خياراً جانبياً، بل بات ضرورة استراتيجية، لضمان استمرارية الأندية، وتطوير بنيتها التحتية، وتحويلها من كيانات تعتمد على الدعم الحكومي فقط إلى مؤسسات منتجة، تساهم في الاقتصاد المحلي وتبني جيلاً رياضياً احترافياً.
ضمن هذا السياق، شهد نادي المجد الرياضي في دمشق مؤخراً، خطوة مهمة، تمثلت في توقيع عقد تنازل استثماري من المستثمر الحالي، إلى مستثمر جديد، في اجتماع رسمي أقيم بمقر مديرية الرياضة بدمشق، بحضور مدير الرياضة نبيل الشحمة، ورئيس النادي ناصر خيرالله الذي كان يعمل بصمت منذ فترة توليه مهام رئاسة النادي، ليعود باستثمارات المجد إلى الطريق الصحيح وهذا ما وصل اليه اليوم.
هذا التحرك، يعكس إدراك إدارة النادي لأهمية الشراكة مع القطاع الخاص، كوسيلة لإنعاش النادي وتحسين موارده المالية، فرغم تواضع الخطوة، إلا أنها تحمل رمزية واضحة، حول ضرورة تفعيل الاستثمارات الرياضية، كبديل واقعي في ظل التراجع الكبير في الدعم العام.
الاستثمار في الأندية الرياضية السورية، أصبح حاجة ملحة، تفرضها الظروف الراهنة، ونجاح هذا النموذج يتطلب تعاوناً حقيقياً بين وزارة الرياضة، وإدارات الأندية والمستثمرين، من خلال تحديث القوانين، وتوفير الحوافز، وضمان بيئة عمل مستقرة وواضحة.
خطوة نادي المجد الأخيرة، وإن كانت بسيطة، تُعد واحدة من اللبنات التي يمكن البناء عليها، للوصول إلى واقع رياضي أكثر استقراراً وتطوراً، خاصةً بعد زوال حكم النظام البائد.