الثورة – حسين روماني
احتضنت دار الأوبرا في دمشق أهل الفن والثقافة والإعلام، في إطار اختتام مبادرة “سوريا بعيوننا”، التي جالت المحافظات السورية بحثاً عن مبدعين سوريين في مجالات الفن المتنوّعة، وحطّت رحالها مساء الاثنين بحفلٍ كان بمثابة تكريم للعديد من الفنانين والمثقفين والمواهب الشابة، تحت رعاية وزارة الإعلام وبالتعاون بين المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وشركة “ترند آرت برودكشن”.
تميّز الحفل بحضور رسمي لافت ومنهم سفير دولة قطر في سوريا السيد خليفة عبد الله آل محمود الشريف، والعديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والفنية.
قدم الحفل المذيع معاذ محارب بأسلوب حماسي وكلماتٍ ترحيبية. وفي كلمة السيد الوزير حمزة مصطفى الذي رحب بالحضور بطريقته قال: “يسعدني أن أكون بينكم لنشاهد سوريا بعيوننا، بعد عقود من الذل والاستبداد، نبدأ خطواتنا نحو حريّة أرحب”. وأكد الوزير على أهمية الكرامة والمواطنة المتساوية، مشيراً إلى إبداع الإنسان الذي يتجلى في هذا الحفل، الذي تكفلت وزارة الإعلام برعايته لتكريم من تركوا بصمة إيجابية في مسيرة الوطن.
من جهته أكد السيد مروان الحسين، المدير العام لمؤسسة الإنتاج، من خلال كلمة ألقاها مدير مكتب العلاقات والفعاليات، دلامة علي، على أهمية الفن والثقافة في بناء سوريا الجديدة، قائلاً: “نطلق أول صرخة ثقافية ونكتب شهادة ميلاد لوطن يتجدد. الفن لم يعد خياراً بل أصبح سلاح بناء، ومنارة أمل”. كما أعلن عن اقتراب مهرجانات سينما الحرية والدوبلاج السوري، بالإضافة إلى مهرجان الدراما السورية.
بدورها أعربت الدكتورة رنا الحلّاق، رئيس مجلس إدارة شركة “تريند آرت برودكشن”، عن شكرها لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة خلال مسعاها لاكتشاف المواهب الشابة في سوريا.
تخللت فقرات الحفل موسيقا شرقية رائعة، قدمها طلاب المعهد العالي للموسيقى بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، والفنان محمود حداد وفرقته. وقد استمتع الحضور بأداء مجموعة متنوعة من الأغاني الشهيرة مثل “بيلبئلك شك الألماس”، “تحت هودجها”، و”زينو المرجة”، حيث انضم الجميع في غنائها بأجواء مليئة بالفرح والتفاعل.
نال التكريم عدداً من الشخصيات البارزة تقديراً لإنجازاتهم خلال سنوات الثورة السورية، ومن بينهم الدكتور عبد الرحمن الحاج، مدير مشروع الذاكرة السورية، وسلمى سيف، مديرة تجمّع ناجيات، وفراس منصور، مدير فريق الاستجابة الطارئة، والصحفي هادي العبدلله. وكان من بينهم أيضاً المخرج هيثم حقي، الذي تسلمت الجائزة ابنته المخرجة إيناس حقي، مما جعل اللحظة تحمل طابع العدالة لوالدها بعد سنوات من منع ذكر اسمه في دمشق، وآخرهم شاعر الثورة أنس الدغيم الذي سحر الحضور بشعره المؤثر، مما أضفى على الحفل لمسة من الإلهام، فيما وصل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى بالمسابقة في مجالات الرسم والنحت والموسيقى وصناعة الأفلام إلى المنصة لاستلام جوائزهم.