بانسجامٍ كامل، تستوقفها تلك الطمأنينة اللافتة التي تبثّها أغنية فيروز (بحبك ما بعرف) لاسيما مقطع: (من يومها صار القمر أكبر.. وصارت الزغلولة تاكل على إيدي اللوز والسكر)..
يحدث أن تنشر معجزة الحبّ داخلنا كمّاً من الطمأنينة والجمال.. لدرجة أن حضورهما القوي في قلب بطلة الأغنية جعل “الزغلولة” تستشعر ذاك الحب فتصبح صديقة الفتاة العاشقة..!
يذكر أفلاطون: (إن الحب يهدف إلى بلوغ الجمال).. ويبدو أنه هو ذاته الجمال الذي كانت تبتغي صيده لحظة تحيا الحب، الجمال الذي يصيّرُنا إليه كنتيجة، تماماً كما حال بطلة أغنية (بحبّك ما بعرف)..
للحبّ ملمسٌ ناعم يشبه كل ما تحمله جماليات الأغاني الفيروزية، لاسيما في بداياته.. فماذا عمّا بعد البدايات..؟
للحبّ ملمسٌ مخملي ظاهر النعومة.. فماذا عن الوجه الداخلي لقماشته البرّاقة التي تخفي تفاصيل حياكته..؟
ماذا عن تناقضاته.. وصراعات حركته الدائمة..؟
ما حسبته قيمة مضافة لحبّ لا يتكرر، كان حمولة إضافية تثقل القلب..
ما اعتقدت أنه أرضٌ صلبة تقف عليها بثقةٍ وقوة، بدا أرضاً للحيرة وموجات ضياع لا تُختصر.
يقلبها الحبّ.. ولا يكتفي بتقليب قلبها..
يجذبها من حال إلى نقيضه.. ومن قناعة إلى ضدّها..
من انكشافات صارخة.. إلى ألغاز مدوّخة..
وكأنه ميدان سباق للعبة اجتياز المسافات الطويلة تقطع أنفاسنا.
عوّدت نفسها على أخذ (نفس عميق) بين جولات الحبّ المفاجئة.. ليس لغاية الربح والانتصار، بل لأجل تحويل اتجاهاته لغابات جمال داخلنا.. ولتقليب وجوهه والنظر ملياً إلى نعومته وخشونته سوياً.
لطالما كانت على قناعة أن:
في لعبة الحبّ
لا ربح ولا خسارة..
في لعبة الحبّ
بعض كشفٍ واستنارة..
وهنا سر الطمأنينة التي يحملها.